السياسة

الإعلام الأوروبي يتساءل: هل لا يزال ترامب عاقلاً؟

متابعة الاثنين 08 يناير 2018
Capture d’écran 2018-01-08 à 10.29.39
Capture d’écran 2018-01-08 à 10.29.39

AHDATH.INFO

استقبلت القارة الأوروبية المفاجآت التي فجَّرها كتاب "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" باهتمام بالغ، وبالأساس نادراً ما كانت الآراء في القارة إيجابية عن الرئيس الأميركي، إلا أنه مع ظهور الكتاب لمؤلفه الصحفي مايكل وولف، يبدو أن الأمر سيزيد من الشكوك حول ترامب.

"هل لا يزال ترامب عاقلاً؟"، هكذا جاء العنوان الرئيسي يوم الجمعة الماضي، 5 يناير 2018، على موقع أكبر الصحف المحافظة بألمانيا "فرانكفورتر ألغيمين تسايتونغ". ونُشر المقال تحت موضوع "الصحة النفسية"، بحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست"، أول أمس السبت.

وفي تلك الأثناء، استيقظ القراء البريطانيون ليجدوا العنوان الرئيسي بالصفحة الأولى من جريدة "تايمز أوف لندن" يتساءل كذلك عن رزانة الرئيس، ويقول: "واحدٌ من مستشاري ترامب المقربين يشكك في صحته العقلية".

وجاء في الجريدة التي يملكها رجل الأعمال روبرت مردوخ: "يد دونالد ترامب اليمنى، شككَّ علناً في قدرته على تأدية واجبه، وتوقع أنَّه سيستقيل ليتجنب إطاحة مجلس الوزراء به، وذلك وفقاً للكتاب الذي حاول الرئيس الأميركي حظره بالأمس".

وكتبت الصحيفة على حسابها على تويتر: "غداً في الصفحة الأولى: أكبر مساعدي ترامب يشكك في صحته النفسية".

 

الزلزال الذي أحدثه الكتاب وصل أيضاً إلى الصحف الفرنسية، حيث وصفت صحيفة "لو موند" الكتاب فقط بأنه "مُرعب".

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن شعبية ترامب لم تكن كبيرة في غرب أوروبا، وقالت إن معدلات شعبيته تتأرجح في عدة بلدان بين رقمٍ واحد أو رقمين صغيرين.

وتعد صحيفتا "تايمز أوف لندن" و"فرانكفورتر ألغيمين تسايتونغ" من أكثر الصحف الإخبارية شهرةً في أوروبا، وكلتاهما تفخر بوجود قراء مؤثرين بشكلٍ خاص في قطاع الأعمال والحكومة في بلدانهم التي تحكمها الأحزاب المحافظة.

وكثيراً ما تخلط الصحف الأوروبية بين التقارير التقليدية والافتتاحيات على الصفحات الأولى، أكثر حتى مما يحدث في الولايات المتحدة، مما يساعد في كثيرٍ من الأحيان في التأثير على الرأي العام، وبالتالي الاستراتيجية الحكومية أيضاً.

كما تساءلت صحيفة "ذي أوبزيرفر" البريطانية عن الصحة العقلية لترامب، ومدى ملاءمة استمراره في كرسي الحكم، واعتبرت أنه يشكل الآن خطراً يستدعي أن تكون صحته العقلية محل اهتمام عام.

ونشرت الصحيفة مقالاً للأستاذة بكلية الطب في جامعة ييل بولاية كونكتيكت الأميركية، قالت فيه إنها أحد أعضاء فريق مكون من الأطباء والخبراء المهتمين، يتألف من 27 طبيباً نفسياً، وعدد من خبراء الصحة النفسية، وضعوا قبل ثمانية أشهر تقييماً لمخاوفهم المتعلقة بالصحة العقلية لترامب في كتاب.

وأضافت الخبيرة الطبية النفسية، أن هذا الكتاب سرعان ما أصبح الأكثر مبيعاً لدرجة أنه نفد من المكتبات في غضون أيام، وأضافت: "رغم أننا نحافظ على قاعدة غولدووتر من ميثاق أخلاقيات المهنة الطبية، التي تحظر على الأطباء النفسيين تشخيص شخصيات عامة دون فحص شخصي ودون موافقة مسبقة، فإنه لا يزال هناك الكثير مما يمكن للأطباء النفسيين المهنيين الإخبار به، قبل أن يدركه العامة".

وأوضحت أن هذا التقييم يعتبر ممكناً عن طريق مراقبة أنماط استجابات الشخص المعني، ومن تعامله مع وسائل الإعلام مع مرور الوقت، ومن تقارير تتعلق بمقربين منه.

وقالت -بحسب ما نقل موقع الجزيرة عن الصحيفة البريطانية- "إننا نعرف عن ترامب في هذا السياق أكثر مما نعرف عن غالبية مرضانا". وأضافت أن الصحة الشخصية للرموز العامة تبقى شأناً خاصاً بأصحابها، إلى أن تشكل تهديداً للصحة العامة.