ثقافة وفن

حدث في مثل هذا اليوم:النصر في معركة الأرك يوطد حكم الموحدين بالأندلس

محمد فكراوي الثلاثاء 18 يوليو 2017
proxy
proxy

 

AHDATH.INFO

لعبت معركة الأرك التي وقعت في مثل هذا اليوم من العام 1195 دورا حاسما في توطيد حكم الموحدين في الأندلس وتوسيع رقعة دولتهم هناك.

يجمع المؤرخون أن جذور المعركة تعود عام1191 م عندما قام ملك البرتغال سانكو الأول باحتلال مدينة شلب المسلمة بمساعدة القوات الصليبية، حيث أنه و بمجرد ما علم السلطان يعقوب المنصور بذلك جهز جيشه وعبر البحر لبلاد الأندلس وأرسل في ذات الوقت جيشا من الموحدين والعرب ففتح أربع مدن مما بأيدي المسيحيين من البلاد التي كانوا قد أخذوها من المسلمين، قبل ذلك بأربعين عاما مما ألقى الرعب في ملوك أيبيريا وخاصة ألفونسو الذي طلب من السلطان الهدنة والصلح فهادنه 5 سنين وعاد إلى مراكش حاضرة بلاد الموحدين.

غير أنه و لما انقضت مدة الهدنة أرسل ألفونسو جيشا كثيفا إلى بلاد المسلمين فنهبوا وعاثوا فسادا في أراضيهم، أتبعها ألفونسو بخطاب للسلطان يعقوب يدعوه فيه إلى مواجهته وقتاله فلما قرأ السلطان المنصور الخطاب كتب على ظهر رقعة منه (ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون الجواب ما ترى لا ما تسمع).

تجهز السلطان يعقوب المنصور لقتال ألفونسو وجمع جنده والعديد من المتطوعين من الأمازيغ و العرب وانضمت إليهم الجيوش الأندلسية فتجمع له جيش ضخم يوصل بعض المؤرخين عدده لـ600 ألف مقاتل، حتى أن مصادر تاريخية قالت أن المسافة بين مقدمة الجيش ومؤخرته كانت مسيرة 3 أيام بينما تذكر أخرى أن العدد بين 200 و300 ألف مقاتل.

بعد المنصور و جيشه إلى بلاد الأندلس، مكث في إشبيلية مدة قصيرة نظم فيها قواته وتزود بالمؤن ثم بادر بالسير إلى طليطلة عاصمة مملكة قشتالة فبلغه أن ألفونسو حشد قواه في مكان بين قلعة رباح وقلعة الأرك فغير مساره إلى هناك وعسكر في مكان يبعد عن موضع جيش ألفونسو مسيرة يومين ومكث يستشير وزرائه وقادة جيشه في خطط المعركة وكان ذلك في الثالث عشر من يونيو عام 1195 ـ.

أما على الجبهة الأخرى فكان ألفونسو يحاول الحصول على المدد والمساعدات من بعض منافسيه السياسيين ملوك نافارة وليون الذين وعدوه بالمدد إلا إنهم تعمدوا الإبطاء فقرر خوض المعركة بما معه من القوات التي لم تكن بالقليلة فقد أوصلها المؤرخون إلى حوالي 300 ألف مقاتل منهم فرسان قلعة رباح وفرسان الداية.

كان الجيش القشتالي يحتل موقعا متميزا مرتفعا يطل على القوات المسلمة و تحميهم قلعة الأرك من خلفهم وقد قسموا أنفسهم لمقدمة يقودها الخيالة تحت إمرة لوبيز دي هارو -أحد معاوني ألفونسو- وقلب الجيش ومؤخرته ويضم 10 آلاف مقاتل من خيرة مقاتلي قشتالة ويقودهم ألفونسو بنفسه.

في يوم القتال بدأ المتطوعون في الجيش الموحدي في التقدم قليلا لجس النبض فيما اتبع القشتاليون إنزال الجيش على دفعات كلما ووجه الجيش بمقاومة عنيفة واستبدال مقدمة الجيش بمقدمة أخرى في كل مرة يقاومون فيها.

حتى استطاع المسيحيون اختراق المقدمة وقتلوا الكثير من أفراد جيش الموحدين وكان من بينهم أبو يحيى بن أبي حفص قائد الجيش كله واستمروا يخترقون الجيش حتى وصلوا القلب، وفي تلك الأثناء خرج السلطان المنصور فعادت الحماسة لجيش الموحدين، ردوا هجمات القشتاليين وقتلوا منهم الكثير و فر آخرون، بعد ذلك بدأ المسلمون في التقدم ناحية من تبقى من الجيش المسيحي وهم عدة آلاف تحت قيادة ألفونسو، الذين أقسموا على أن لا يبرحوا أرض المعركة حتى وإن كانت نهايتهم فيها وقاوم القشتاليين مقاومة عنيفة حتى قتل أغلبهم.

ورفض ألفونسو التحرك حتى حمل مرغما إلى قلعة الأرك ومن بوابتها الخلفية توجه لعاصمته طليطلة. أعطت نتيجة المعركة مهابة للموحدين في الأندلس، و استمروا على هذا الحال حتى حدثت فاجعة “العقاب” التي خسر المسلمون بعدها بقية أراضي الأندلس ما عدا غرناطة وما حولها.

 

من مواليد هذا اليوم:

 

1918 _  نيلسون مانديلا: زعيم ورئيس جنوب أفريقيا العاشر

1961 _  عبد الله الرويشد: مغني كويتي.

 

من الراحلين عنا في مثل هذا اليوم :

1721 _  أنطوان واتو: رسام فرنسي.

1817 _  جاين أوستن: روائية إنجليزية