اقتصاد

الاقتصاد والسياسة في زيارة ماكرون للمغرب

أحداث أنفو الأربعاء 14 يونيو 2017
macron mohamed6
macron mohamed6

AHDATH.INFO

لم تسمح أجندة زيارة إيمانويل ماكرون للمغرب بحضور إطلاق الملك محمد السادس لأشغال بناء ثاني أكبر وحدة لتركيب السيارات في المغرب «بوجو سيتروين» بالقنيطرة، غير أن البعد الاقتصادي في العلاقة بين البلدين شكلت محورا أساسيا في اجتماعات مستشاري الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لطبيعته الغالبة على القضايا المشتركة بين البلدين معا.

فبعد النجاح الباهر للوحدة الصناعية «رونو» في طنجة، والتي احتفلت بالمناسبة هذا الأسبوع بإنتاج السيارة رقم مليون، تلوح فرص واعدة أمام عملاق صناعة السيارات الثاني في فرنسا، لإنجاح تجربته في المغرب خصوصا وأن مقومات النجاح التي أرخت بظلالها على مشروع طنجة لن تختلف، وترتبط بانخفاض تكلفة الإنتاج في المغرب مقارنة بفرنسا، والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرفه المملكة.

ضمان أسباب النجاح الاقتصادي لاستثمارات فرنسا الكبرى في المغرب، وفي الخارج عموما، تدخل في صميم فلسفة الإقلاع الاقتصادي التي وعد بها الرئيس الشاب الفرنسيين خلال حملته الانتخابية، من خلال علاقة رابح – رابح مع الشركاء الاقتصاديين، الذين يأتي المغرب على رأسهم خارج الاتحاد الأوروبي. ففي الوقت الذي تنقل فيه وحدات صناعة السيارات الأكبر في فرنسا إلى المغرب بحثا عن تقليص النفقات وزيادة قدرتها التنافسية، فإنها تعمل على خلق مناصب شغل لليد العاملة المحلية المؤهلة، وتقوية قدرات التصدير في بلد الإقامة.

عبد الحفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، أكد أمس هذا المعطى، معتبرا في جلسة علنية بمجلس المستشارين أن صناعة السيارات بالمغرب مكنت البلاد من تحقيق أرقام صادرات تجاوزت 60 مليار درهم السنة الماضية، ما أهلها لأن يصبح قطاع الصادرات الأول في المغرب، قبل الفوسفاط، الذي يعتبر مجال التصدير التقليدي للمغرب.

وتوقع العلمي، بافتتاح وحدة تركيب «بوجو سيتروين» خلال العام المقبل، أن ترتفع الصادرات المغربية في هذا القطاع إلى أكثر من 120 مليار درهم بحلول سنة 2020.

في الشق السياسي، كرست زيارة إيمانويل ماكرون إلى المغرب كأول بلد في العالم العربي بعد تسلمه مقاليد الإليزي، المكانة الخاصة التي يوليها حاكم فرنسا الجديد للمغرب باعتباره شريكا سياسيا واقتصاديا متميزا، وفي ظروف خاصة يطبعها اتساع جهود الحرب على الإرهاب في أوروبا والعالم، وتداعيات المقاطعة الخليجية المصرية لدولة قطر.

هي الزيارة الأولى للرئيس الفرنسي إلى منطقة المغرب العربي، والثانية إلى إفريقيا منذ تنصيبه في مهامه «لها إطار شخصي لكي يتعارف الرئيس والملك ويضعان أسس العلاقة الفرنسية المغربية».

فخلال حملته الانتخابية زار ماكرون الجزائر التي سيعود إليها بصفته رئيسا في الأسابيع المقبلة، تؤكد وكالة الأنباء الفرنسية، مضيفة بأن جدول مباحثات ماكرون مع العاهل المغربي انكب على الأزمة في الخليج التي يرغب كل منهما في توحيد جهودهما للوساطة.

وكان الإليزي قد أعلن أن «الرئيس ماكرون تحدث مع كل قادة دول المنطقة ودعا إلى التهدئة. هذه الجهود يمكن أن تضم إلى دور الوساطة الذي يريد المغرب القيام به»، مضيفا أن الرئيس والعاهل المغربي «يريدان تنسيق تحركاتهما لكي تكون فعالة بأكبر قدر ممكن».