السياسة

لغزيوي يكتب عن خطاب العرش: الوضوح المغربي…!

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الاثنين 01 أغسطس 2022
556190D7-13D7-4F95-B248-060DA5724DF1
556190D7-13D7-4F95-B248-060DA5724DF1

AHDATH.INFO

ومرة أخرى، كان خطاب وضوح ومكاشفة من النوع الذي يجمع الشعب والملك في هذا البلد دون غيره من البلدان.

خاطب جلالة الملك محمد السادس شعبه في خطاب العرش المخلد للذكرى الثالثة والعشرين لاعتلاء جلالته العرش بالشكل والمضمون المغربيين.

التمكين في المجتمع المغربي كله يبكون بالنساء والرجال وإلا لن يكون.

نمر من ظرفية اقتصادية صعبة أثرت عليها عوامل خارجية، عالمية أساسا، خارجة عن إرادتنا، لكننا ملزمون بالتفاؤل بقدرتنا على العبور، وسنعبر.

ورش الحماية الاجتماعية لم يكن في يوم من الأيام، ولن يكون أبدا ترفا يفكر المغرب في تبنيه أم لا، بل هو شرط مسير جماعي لأن المغرب لايمكنه أن يتركه طبقاته الهشة على قارعة الطريق، بل سيواصل حدبه نحوها والحنو، ومرافقتها بكل الرحمة الممكنة حتى الوصول.

مراقبة الأسعار الخاصة بالمواد التي تصنع يومي الناس، والتصدي بحزم ومسؤولية لمحترفي مص دماء الشعب من المضاربين أو "الشناقة" الذين لايفكرون إلا في مصالحهم الصغيرة في الميادين المختلفة التي يتحكمون فيها، وجعل هذه المراقبة وهذا التصدي الوسيلة المثلى لحماية قدرة الشعب الشرائية التي تضررت كثيرا بسبب عوامل عديدة، منها الخارجي مثلما أشار جلالة الملك، ومنها الداخلي المتعلق بعالم المضاربات هذا مثلما أكد أيضا جلالته.

ثم التلويح مجددا باليد المغربية العاقلة تجاه الجارة الجزائر، إعلانا من المملكة على لسان عاهلها وملكها، وفي أغلى المناسبات، مناسبة عيد العرش، أننا هنا جميعا مقتنعون بأن الأصل في حكايتنا مع الجيران هو أن نكون يدا واحدة، وصوتا واحدا، وشعبا واحدا، وأن كل مايقع (من توترات مصطنعة) هو تأخير فقط لمسألة قدرها الحدوث، هي مسألة عودة العلاقات إلى طبيعتها، وعودة المغرب والجزائر إلى بعضهما، مهما طالت الأيام.

كان خطاب وضوح ومكاشفة من النوع الذي يتقن الحديث به وعبره الشعب والملك هنا في المغرب دون ما ومن عداه من أقطار ودول. وكان دليلا آخر على أننا في هذا المكان نمتلك بوصلة حضارية حقيقية تهدينا سواء السبيل، تنير لنا عتمة الطريق في اللحظات الصعبة، تذكرنا مجددا، ولابأس من إعادتها دوما وأبدا، أن من يمتلك تاريخا يستند عليه، ومن يواجه حاضره بكل هذا الوضوح، لايمكنه مستقبلا إلا أن يكون ضمن الرابحين الذين سيعبرون أزمة العالم الحالية بكل تفاؤل ونجاح.