مجتمع

منتخبنا للسيدات أعلنها: هزيمة "كوزينتك" المدوية !

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الثلاثاء 26 يوليو 2022
83A42D58-BA20-46E3-9558-563B2780E87D
83A42D58-BA20-46E3-9558-563B2780E87D

AHDATH.INFO

لم ينهزم منتخب المغرب للسيدات في كأس إفريقيا الأخيرة التي نظمت في بلادنا، ولم ينهزم أي منتخب نسوي آخر.

انهزمت عقلية "كوزينتك" المتخلفة، فقط لاغيرها، والهزيمة كانت مدوية وصل صداها كل الآفاق.

وعندما قال لنا أحد الموتورين من بيننا إنه لايحق لنا أن نشاهد مباريات المنتخب النسوي، وبقية مقابلات السيدات، لأن "الأفخاذ تكون عارية" (حسب تعبير المهووس) رد عليه المغاربة بذهاب عشرات الأسر جماعة إلى الملعب، حتى حطمنا في مباراة النصف الرقم القياسي الأول في عدد الجماهير الحاضرة لمباراة كرة نسائية، ثم عدنا وحطمنا في النهائي الرقم نفسه، وأكثر من خمسين ألف مغربية ومغربي يحتشدون في مركب مولاي عبد الله، لكي يعلنوا أنهم لم يأتوا فقط لمشاهدة مباراة في الكرة، بل أتوا لكي يقولوا لعقلية "كوزينتك" المتخلفة: إذهبي إلى الجحيم.

في سنوات أخرى، تبدو لنا بعيدة الآن، كتب الشهيد فرج فودة متندرا من تطرف متخلفين في بلاده مصر اعتبروا أنه لايجوز مشاهدة مباراة في كرة القدم لأن اللاعبين الرجال يرتدون سراويل قصيرة لاتغطي أفخاذهم.

اليوم نحن في 2022، وكنا نعتقد فعلا أن تفكيرا من هذا النوع لم يعد له وجود، بعد أن أدى فودة وغيره من شهداء التنوير الثمن بحياتهم، لكي تستفيق الجموع من لعب المهربين الدينيين بها وبعقولها، لكننا اكتشفنا أننا لازلنا نتقاسم بعضا من الأوكسجين على سطح هاته الأرض مع هاته العقلية، وانتبهنا إلى أن المعركة لم تنته بعد.

وقد رأينا وسمعنا تعليقات كثيرة من النوع ذاته على مباريات النساء، تدل على أن النظرة الدونية للنصف الثاني من المجتمع، وإن تراجعت قليلا إلى الوراء، إلا أنها لم تنقرض بالكامل.

فتياتنا، بناتنا، أخواتنا، في منتخب المغرب الرائع للسيدات، وفي بقية المنتخبات الإفريقية المتميزة، اللائي صنعن نجاح هاته الدورة الخرافي، قلن لنا جميعا بالصوت الواحد، وباللعب الجميل والحماسي في كل المباريات، إن المعركة ضد عقلية "كوزينتك" لازالت قائمة، وأكدن لنا أنهن قطعا منتصرات على النظرة الذكورية التي تريد إبقاءهن في الاختزال الجنسي المعيب.

عابوا على أفضل لاعبة في الدورة غزلان شباك عبارة "الدريات كانوا رجالة"، فأجابتهم "مالكم مراضين، إنها عبارة للندليل على القتالية فقط"، وأرادوا اختصار ياسمين المرابط في دور "التيتيزة" التي تبكي، فقالت لهم "مزيان ولكنني أفضل أن تقولوا لاعبة جيدة على أن تقولوا امرأة جميلة".

تلقت عقلية "كوزينتك" كل يوم في هاته الكأس الإفريقية الرائعة الضربات تلو الضربات.

تأكدنا مجددا أن المعارك التي سنربحها بكل تأكيد هي المعارك التي نخوضها تحت قيادة النساء.

فرحنا، نحن أعداء عقلية "كوزينتك، وقلنا "جميل جدا، ولتستمر المعركة، فهي تستحق كل العناء حقا، إذ في نهايتها الخير والعلاج كله لهذا المجتمع (العيان) وغير الراغب في الاعتراف بكل هذا العياء".