ميديا

هدم البناء غير اللائق بأولاد العياشي بسلا..دعاوى قضائية للإفراغ وسط معارضة بعض السكان

ع. عسول الأربعاء 20 يوليو 2022
Capture d’écran 2022-07-20 à 12.06.50
Capture d’écran 2022-07-20 à 12.06.50

AHDATH.INFO

 

في إطار تنزيلها لبرنامج بدون صفيح ؛  تواصل السلطات المحلية بجماعة عامر وبإشراف من عمالة سلا ؛ تنزيل المرحلة الأولى لعملية إعادة إيواء ساكنة أولاد العياشي ؛ من خلال إجراء القرعة للمحصيين ومباشرة عملية الهدم في انتظار تهيئة البقع الأرضية المخصصة بأشطر تجزءة المنتزه..

في هذا الوقت لجأت السلطات الوصية باسم الجماعة السلالية لأولاد العياشي المالكة للأرض و بهدف التعجيل بتنزيل برنامج بدون صفيح ؛تم اللجوء لرفع دعاوى قضائية للإفراغ ضد عشرات من ساكنة هذه المنطقة الذين لازالوا يمتنعون عن إخلاء مساكنهم والإنخراط في عملية الإيواء ويحتجون رافعين رايات المغرب وصور الملك وشعارات التظلم و الإنصاف.

وقد باشرت هيأة المحكمة النظر في هذه الدعاوى المتعلقة بالإفراغ وتوجيه الدعوات لمن يهمه الأمر ؛ حيث  يبغي المدعي منها تسريع عملية الهدم وتسريع اجراء القرعة و مايتبعها من تحديد البقع وباقي الإجراءات الإدارية  ..وفيما تتقدم  مسطرة معالجة المئات من الحالات المستفيدة ؛ لازال بعض من سكان أولاد العياشي  يعبر عن رفضه لصيغة" الترحيل والهدم"  ويطالب "بتمكينه من البقع الأرضية، والإستفادة مسبقا قبل الشروع في عمليات هدم البراريك”. و"تعويضه بشكل مناسب خصوصا من هم يحسبون على الجماعة السلالية" .

حيث نظم هؤلاء وقفات احتجاجية بتنسيق مع الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان؛ وهو ما اعتبرته السلطات  المحلية من شأنه "عرقلة تنزيل برنامج مدن بدون صفيح بسلا - المخصص لجماعة عامر- والذي يتطلب التسريع و إعادة إيواء الساكنة بشكل لائق".

وفي هذا السياق  نجم عن ارتفاع منسوب الإحتجاج ؛ استدعاء الدرك الملكي بسلا لأحد المحتجين( ع.ح) للإستماع له من جديد فيما يخص اتهامات " بالتحريض وعرقلة عملية إعادة الإيواء وجمع تبرعات دون سند قانوني " حسب مصادر من المحتجين ؛ لكن الشخص المعني يدفع " بأنه يحتج مع باقي الأسر  كمنسق رابطة المواطنة وحقوق الانسان  بأولاد العياشي و للدفاع عن مطالب الساكنة المشروعة وعلى رأسها الإيواء بنفس المنطقة والتعويض المناسب. " .

يذكر أن  السلطات المحلية وعمالة سلا قامت سابقا في شخص عامل المدينة وقسم التعمير  وكاتب عام العمالة ؛  بتنظيم عدد من الزيارات للتواصل وشرح تفاصيل وسياق عملية الهدم وإعادة الإيواء بأشطر تجزئة المنتزه ببوقنادل ؛كما أبرزوا أن المنطقة ستشهد خلق مناطق تسريع صناعي ستمكن من خلق فرص للشغل  إضافة لتوفير مرافق اجتماعية حيوية كالمؤسسات التعليمية ومراكز صحية ونسوية وغيرها...؛  إلا أن  بعض السكان الرافضين عبروا عن مطالب تخص بالأساس " الإلتفات لهشاشة وضعهم والإكراهات الصعبة التي  تطرحها عملية البحث عن الكراء وتأدية سومته في الفترة الإنتقالية التي تزامنت مع  استمرار الموسم الدراسي ؛  فيما طالب آخرون باستفادتهم من بقعة للأسرة الواحدة".

ويسجل أن وثيرة تنزيل برنامج مدينة سلا بدون صفيح عرف دينامية قوية السنوات القليلة الأخيرة ولازالت مستمرة ؛ حيث نجحت السلطات العاملية والمحلية بتعون مع مختلف المصالح المعنية من مؤسسة العمران والجماعات الترابية و قاطني الصفيح أيضا ؛ من  معالجة عملية ترحيل وإعاد إيواء ساكنة التجمعات الصفيحية بالمجال الحضري مثل التجمعات الكبرى  لسهب القايد والديبو وأنوية سيدي موسى  نهاية السنة الماضية؛ كما تمت مباشرة عملية اجتثات السكن غير اللائق بجماعة عامر بدواري البراهمة و الدوم ؛ وحاليا وصلت معاول الهدم لأولاد العياشي أكبر تجمع للسكن العشوائي بالجماعة القروية؛ لكن مجموعة  من السكان يطالبون بالتعويض المناسب و بتوفير المواكبة الإجتماعية بالنظر  لإكراهاتهم وهشاشة وضعهم الإقتصادي..

وللحقيقة فقد عرفت جماعة عامر القروية وعلى مدى سنوات  هجرة مكثفة عكسية من المجال الحضري إلى القروي ومن مدن مجاورة؛ شجعها التجزيء السري للأراضي السلالية والمواجهة المناسباتية للسلطات والتغافل آنذاك ؛ وأيضا الإستغلال الإنتخابي ؛ مما خلق في آخر المطاف تجمعات عشوائية ضخمة غير لائقة للسكن تفتقر للمرافق العمومية والتنظيم لطنها مكنت بعض اللوبيات من الإنتفاع  ..وقد حاولت الحكومة طرح بعض سبل المعالجة من خلال إعادة هيكلة منطقة بنعويش وأجزاء من البراهمة؛ لكن العملية تميزت بتقدمها البطيء وواجهت بالأساس صعوبات مادية وتأخر المصادقة على تصميم التهئية؛ قبل أن تبرز تجمعات أخرى أكبر كالفطر  ؛  وهي التي تتعامل معها السلطات حاليا في إطار تنزيل برنامج  مدن بدون صفيح و تهيئة الأراضي للإيواء و تخصيص العقار اللازم لخلق مناطق التسريع الصناعي ..وهي عمليات ومخططات كبرى مهمة للتنمية تتطلب تمنيعها بالمواكبة الإجتماعية اللازمة و آليات التواصل والحوار .