رياضة

#ملحوظات_لغزيوي: من القاهرة لأولاد زيان...!

المختار لغزيوي الاثنين 01 يوليو 2019
-
-

AHDATH.INFO

المنتخب.. مباراة الأمل!

لم يكن المهم في مباراة الكوت ديفوار، الجمعة الماضية، أننا انتصرنا، مع أن هذا هو أهم ما في الكرة.

الأهم بالنسبة للمغاربة هو الأمل الذي وجد طريقه إليهم جميعا بعد المباراة، وافتخارهم بمستوى النخبة، وبالأداء القتالي الذي أظهرته، واقتناعهم بما ظللنا نردده دوما وأبدا: منتخب بهذا المستوى وبهؤلاء اللاعبين من العيب ومن الحرام أن يخرج من كل منافسة يخوضها خاوي الوفاض.

لدى هذا الجيل من اللاعبين فرصة أكثر من ذهبية لكي يدخلوا التاريخ. لا أقل ولا أكثر.

لدى رونار فرصة تشبه فرصتهم في كتابة مجده التاريخي الشخصي بأن يكون اللقب الحالي ثالث ألقابه في القارة

لدى جامعة الكرة، وهي جامعة خصص لها البلد كل الإمكانيات وكل ما تطلبه، فرصة تاريخية أن تبصم على معنى وجودها وأن تقنع المغاربة أنها تستطيع أن تأتيهم بالفوز وباللقب ذات يوم.

البعض يقول لنا «قللوا الضغط على المنتخب قليلا لكي يلعب جيدا».

لهذا البعض نقول إن لاعبينا المحترفين يعيشون السنة كلها تحت الضغط في أنديتهم، ومن حق الجمهور المغربي أن يقولها هذه المرة بشكل واضح لا يقبل مواربة: مستوى الفرق التي تشارك في هذه الدورة مقارنة مع مستوانا لا يسمح لنا في التفكير إلا في شيء واحد هو اللقب، مع الدعاء المغربي الشهير «الله يكمل بالخير».

هذه المنافسة تلعب بالتفاصيل الصغيرة، وتلعب وفق كل مباراة، ويفوز بها دوما وأبدا من يتمكن من جعل هاته التفاصيل الصغيرة تشتغل لصالحه كل مباراة لذلك.

طبعا نفهم أن الطريق نحو اللقب لازال طويلا مثلما قال رونار،  السبت الماضي، في محاولة منه لإعادتنا جميعا إلى أرض الواقع بعض حماس مباراة الكوت ديفوار، لكن نفهم أيضا أن هذا الطريق لن يكون أطول من المدة، التي انتظرنا فيها اللقب الإفريقي، أي منذ 43 سنة.

لا شيء مستحيل بالنسبة للمغربي، والأمل موجود هذه المرة، والطريقة الوحيدة للوصول إليه هي الإيمان به والعمل بجدية ودون لحظة تهاون واحدة، إلى أن تتحقق تلك الصورة التي يأمل كل مغربي وكل مغربية أن يشاهدانها على أرض مصر هاته السنة.

ما عدا ذلك كلام لا يعني الجمهور المغربي لا من قريب ولا من بعيد. جيبوها يا لولاد وكفى...

مجرد حريق آخر؟؟

هو ثالث أو رابع أو خامس حريق يهز هذا المخيم /العار الموضوع على جنبات الطريق في أكبر المدن المغربية، والذي يمر أمامه وقربه يوميا آلاف المواطنين المغاربة دون أن يعيروه انتباها لكأنه أصبح منظرا عاديا ولابد من قبوله وكفى.

يتعلق الأمر مجددا بمخيم المهاجرين غير الشرعيين القادمين من جنوب الصحراء، المنصوب قرب المحطة الطرقية أولاد زيان بالدارالبيضاء. وأمس الأحد فجرا استفاق سكان المخيم، ومعهم سكان كل المناطق المجاورة على رعب شديد وعلى أصوات انفجارات قنينات الغاز وعلى مشاهد غاية في السوريالية والعبث ومن العيب أن تحصل في المغرب، ومن العيب أكثر أن تحصل في مدينة يقال إن لديها هذا الجيش العرمرم من المسؤولين التي تسمى الدارالبيضاء...

هذه المرة كان الحريق أقوى بشهادة كل من حضروه. وهذه المرة كان التخوف أكبر من أن تمتد النيران لكي تلتهم المحطة بحافلاتها، وبمحطات البنزين المجاورة لها، وهذه المرة أيضا كان السؤال واضحا في أذهان كل من حضروا الحريق المثير والمروع: إلى متى سيترك مسؤولو الدارالبيضاء هذا المخيم/ العار هناك؟ وماذا ينتظرون بالتحديد لكي يفهموا أن الأمر يتعلق بكارثة حقيقية قد تؤدي إلى أشياء أخطر بكثير ولا تحمد عقباها؟

لا يتعلق الأمر فقط بالخوف من النيران أو من اندلاع حرائق أخرى. لا، الأمر أجل وأسوأ ويتعلق بظروف العيش في هذا المخيم، وهي ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية ومثيرة للتقزز والاشمئزاز لا من جهة الأمراض المستشرية بين المهاجرين هناك، ولا من جهة الروائح الكريهة التي تنبعث من جنباته، ولا من جهة انتشار ممارسات غير صحية تنذر بتفشي وباء حقيقي طالما أن أولئك المهاجرين يخرجون يوميا للتسول أو للعمل أو لأي مكان عام آخر يلتقون فيه بقية الناس.

مرة أخرى ها هو السؤال يطرح نفسه بنفسه ومسؤولو العاصمة الاقتصادية يستفيقون بتثاقل وتبرم ذلك الأحد لكي يعاينوا الخسائر: ماذا تنتظرون لتدمير ذلك المخيم نهائيا وإبادته والبحث لسكانه عن مخرج مشرف عوض استمرار هذا العار بيننا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا؟

يجب قولها بصراحة: كل الجهود التي يبذلها المغرب لكي يؤكد اهتمامه بقضية الهجرة هاته وبأحوال المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء تأتي حتى هذا المخيم/العار وتظل متوقف تسأل المسؤولين عن أكبر مدينة في المغرب: ماذا تنتظرون؟ ولماذا تتعاملون مع هذا المخيم بالتحديد بهذا الاستسهال الدال على عديد الأشياء التي يستحسن عدم قولها الآن؟

في انتظار رد ما على هذا السؤال من طرف من بيدهم الحل والعقد في المدينة الاقتصادية قبل أن يقع ما لن يكون سارا بالنسبة لأي منا إطلاقا لا قدر الله...