AHDATH.INFO - حسن حليم
هل ننتظر حتى يأتينا خبر وفاته لاقدر الله،لكي نتزاحم ونتدافع لتقديم العزاء لأهله، ثم نتسابق لكي نقف أمام عدسات الكامرات،لنقول في حقه كلمات لاتغني ولاتسمن من جوع، ونتظاهر بالحزن والأسى ونشيد بإنجازاته الفنية، ونبين خصاله الحميدة؟ نكون بذلك قد رمينا الوردة بعد الانتعاش برحيقها.
أطال الله في عمر فناننا الكبير محمد المزكلدي الذي يرقد وحيدا بمنزله،يصارع المرض الذي ألم به.توارى مضطرا عن الساحة الفنية وعن زملائه في الحرفة،الذين تناسوه،وهو الذي في أمس الحاجة ألى مكالمة هاتفية ،ترفع من معنوياته،وتنعش أماله في الحياة.
اكتفى هذا الفنان الهرم،أو لنقل أجبر على الأنسحاب من الساحة الفنية،والابتعاد عن أجوائها،التي اتخذت لها عناوين "البوز، واللايكات والجيمات والبارطاج" ونسب المشاهدة.
يمر محمد المزكلدي بفترات صحية حرجة.اشتقنا إلى كلامه المرصع بالماس والدهب،وإلى نكته الجميلة،وانتقاداته الكاريكاتورية للأشياء،واشتقنا كذلك إلى أناقته وصوته العذب،الذي تنبعث منه لكنة فاسية راقية.
موقع "أحداث.أنفو"، زار الفنان بمنزله الموجود بزنقة سيدي ابراهيم بجماعة المعاريف بمدينة الدار البيضاء للإطمئنان على صحته.يجد صعوبة في الكلام،بدا حزينا والدموع تنزل من عينيه.تأسف عن عدم الإهتمام به،سواء من طرف زملائه أو من طرف المسؤولين على الشأن الثقافي والموسيقي. صرحت لنا زوجته أن حالته الصحية غير مستقرة،يصاب بأزمات خطيرة تضطر معها إلى حمله إلى المستعجلات قصد إسعافه.وتطلب من الجهات المسؤولة التدخل وتقديم العناية لتخفيف معاناته.