ثقافة وفن

حسن شبوغ.. ابن الحي المحمدي المهووس بالفن التشكيلي 

شادية وغزو الأربعاء 19 أبريل 2017
HASSAN
HASSAN

AHDATH.INFO - محمد معتصم

حسن شبوغ فنان متألق يرسم بشغفه، تنصهر معه المشاعر في عوالم اللوحة، ريشته مبدعة وتنبض بالأصالة، تسحر المتلقي وتحتفي به وتحلق به في ملكوت الجمال المتدفق بلا حدود. ابن الحي المحمدي، الحي المعروف بنضاله وبمثقفيه ورجالاته الذين بصموا جزء مهما من تاريخ المغرب خاصة في مجالات الفن والابداع بشتى أنواعه.

يعتبر حسن شبوغ نفسه محظوظا كونه يربطه  وهذا الحي حبل السرة. بدايته  الفنية انطلقت من الشغب الجميل الطفولي، كان  الى جانب اقرانه يخربش بالفحم في كل الفضاءات التي يصادفها ، يخربش أشياء لا يفهمها ـ لكنها تروقه ويعبر من خلالها على شغبه الطفولي البريء،  وتحركاته في جل أزقة الحي وشوارعه. وهو يتذكر جيدا الحدث المهم الذي أوصله الى الفن التشكيلي، تواجد رسام / فنان متميز " تسلا محمد " كان له دكان في الحي، بدرب مولاي الشريف، وكان كلما رسم لوحة، يعرضها على الواجهة الزجاجية لمحله، واعتاد حسن شبوغ المرور كل يوم من أمام محله ليستمتع  برسوماته الرائعة التي تشده  اليها كثيرا ، وكان يحرص على زيارته يوميا ، ومن تم تولد لديه حنين مرهف، ومن هذا المعطى الجمالي،  الذي يعتبره حافزا مهما ومنعطفا جميلا ، حيث تأثر به وبأعماله الفنية وكانت الانطلاقة في عالم الفن التشكيلي الواسع والرحب.

كما كان  حسن  مع أصدقائه يطلبون  من طلبة مدرسة الفنون الجميلة من أبناء الحي أن يزودوهم  بالصباغة ، حيث يقومون بخلطها للحصول على مواد الرسم. وفي خضم هذه التجربة الجميلة، أتيحت لحسن شبوغ  فرصة  زيارة الفنانة الكبيرة الشعيبية طلال في بيتها ، حيث كان يعرض عليها ما يرسمه  لتوجهه  وتأطره بأفكارها النيرة في هذا المسار الذي يعشقه  حد الجنون ، وفي مرة  يتذكر أن عرض عليها لوحة ، واشترتها منه  لتشجعه على الاستمرار والاجتهاد والبحث في هذا المجال الفني الغني.

 

الفنان حسن شبوغ ينهل اعماله التشكيلية من سجلات الحياة اليومية بكل تفاصيلها ومشاهدها الطريفة، ناسجا بحسه المرهف خيوط سيرته / سيرتنا الذاتية التي اثر أن يجدبها بلغة اللون والشكل و لغة الخطاب والانشاء المحبوكين . انه يبدع مثلما يتنفس الصعداء. فهو يرصد بعين المؤرخ الشعبي مباهج الحياة اليومية في أسلوب تصويري يزاوج بين الخلفيات المشهدية التعبيرية ، والمناظر الواقعية الانطباعية. انه يحب مايصوره، ويصور ما يحبه . فهو يحتفي بالحرية شكلا ، وأداة ، ورؤية. ألوان لوحاته تتحاور ، وأشكالها تتفاعل مخترقة دوائر المألوف البصري لتجتاح عوالم الغريب الجمالي .كلما شاهدت عمل  حسن شبوغ التشكيلي الا وتساءلت: " ما هذه الأزمنة الحميمية التي تسكن لوحاته ؟ ترى ما جوهر هذه الالوان الصاخبة التي توقظ فينا مشاعر الألفة والحنين الى الماضي الجميل والرائع ؟..لوحات الفنان حسن شبوغ بؤرة للإيقاعات المنسابة ، والصيغ الابلاغية المختلفة . يصبح الفعل الصباغي لديه ارتجالا تشكيلة المكان والكيان ، حسن شبوغ لحظويا باللون والشكل معا ، فهو خزان تلقائي لتدفقاته الشعورية المكثفة ، لقد راهن هذا الفنان العصامي منذ البدء على بلاغة التكوين الذاتي والارتقاء والتنوع ، انه يرسم بعين عازفة سيمفونية الألوان ، والطبيعة والمشترك التاريخي والانساني ....

 

محمد معتصم