مجتمع

روبرتاج - "نون… الشرطة": شرطيات يحكين عن مهنتهن

أسامة خيي الأربعاء 29 مارس 2017
PLOCE0120
PLOCE0120

AHDATH.INFO - إنجاز: أسماء أيت سعيد (صحافية متدربة)

تلجأ أعداد متزايدة من النساء في المغرب إلى مهن كانت في عهد قريب مرفوضة إما لصعوبة ممارستها، أو بسبب احتكار الرجال لها. غابت عنها النساء بشكل كلي. اللجوء إلى مثل هذه المهن، يكون إما للتغلب على مصاعب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وإما لإثبات الذات، خصوصا أن بعض هاته المهن لا تتوافق وتكوينهن الفيسيولوجي، حسب تصور المجتمع، وأبرز مثال على ذلك جهاز الشرطة.

تتوشحن بلون أزرق قاتم، لون يطبع يومياتهن باعتبارهن في مجال الأمن بالمغرب. مسؤولية لم تعد حكرا على الرجل فقط منذ زمن خلا، فقد يخاطرن بحياتهن مقابل أمن وحياة المواطين، إذ يخضعن لخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، ويعتبرن علبة سوداء. هنا لا مجال للخطأ والإهمال والتهاون، إنهن نساء الشرطة. فإلى وقت ليس ببعيد، كانت التاء المربوطة علامة التأنيث الوحيدة في «الشرطة»، إلى أن قررت النساء كسر «تذكير» هذا المجال.

في التدريبات كما في الميدان، كسرت المرأة المغربية حاجز الفصل بينها وبين الرجل، وأثبتت نفسها ندا عنيدا في أداء مهمة ليست ككل المهام، كانت في ما مضى حكرا على الرجال، مهمة، الفاصل فيها بين الحياة والموت خيط رفيع.

شرطية.. أم ومعلمة!

تطبيقا لمبدأ سياسة شرطة القرب، وبعيدا عن الدور السلطوي والزجري لأجهزة الأمن، يظهر جانب آخر لهذا الجهاز داخل المجتمع، دور كفيل بتغيير النظرة التقلدية. فحتى وقت ليس ببعيد، كان المجتمع يرى في مهنة الشرطة والشرطي جهازا لقمع المواطنين، إن لم نقل إن هذه النظرة مازالت موجودة لدى البعض. لكن ثمة دور تربوي وتعليمي يقوم به هذا الجهاز من خلال تنظيم حملات تحسيسية بالمدارس التعليمية، هدفها تلقين التلاميذ والطلبة القوانين التي قد تساعدهم على تنظيم حياتهم، وتجنب العديد من الأخطار التي قد تلحق، بهم بسبب جهلهم لهاته القوانين.

رجاء من بين الشرطيات اللواتي اعتدن القيام بمثل هذه الحملات، فهي وبالإضافة إلى أنها شرطية وأم لطفلين، أيضا يمكن اعتبارها معلمة. تقف رجاء أمام سبورة قسم إحدى المؤسسات التعليمية لتشرح للتلاميذ القواعد الأساسية للسلامة الطرقية، وتعيد على مسامعهم دون كلل معنى الرموز المثلثة والمربعة وألوان الإشارات الضوئية، وهي تمارس هذا العمل تلحظ في أعين التلاميذ نظرات حب واحترام، تجعلانها تشعر بقيمة العمل الذي تمارسه. رجاء اليوم هي مربية أجيال، داخل بيتها  وفي عملها أيضا.

قيام المرأة الشرطية بمثل هذه الأعمال لم يكن بمحض الصدفة، فطبيعة الأنثى حتى ولو كانت تتحلى بالصرامة، دائما تجعلها منبعا للعطف والحنان. تقول رجاء «فاش كيشوفو فتاة ولا أنثى هي لي كدير ليهم الحملات كيكونو مرتاحين، وحتى لي بغى يسول على شي حاجة ما كيترددش، وكنشوفو رغبة البنات حتى هما باش يدخلو لهذا المجال».