AHDATH.INFO - حسن حليم
عندما وقفن فوق ركح برنامج "نغنيوها مغربية" الذي يعده الفنان عبد السلام الخلوفي وتقدمه الجميلة ابتسام كتيبي على القناة الثانية لتأدية أغنية "انا فعارك يايما" للفنانة لطيفة رأفت،كنا ندرك تمام الإدراك أننا سندخل مرحلة الإبحار في عالم المتعة والاستمتاع،لعرض موسيقي راقي ،رقي الفنانات اللواتي اخترن لإسعادنا،بفضل أدائهم الرائع لهذه الأغنية التي تفنن الشاعر والملحن فتح الله لمغاري في وضع كلماتها وإيجاد جمل موسيقية روحانية،تخاطب دواخلنا،وتتفاعل مع عواطفنا،خاصة انها تتغنى بالأم.
أن تبتدئ نجاة رجوي بموال ساحر،وتتبعها سعيدة شرف لتعيد نفس الموال،وتختم به دنيا باطما،فتلك متعة راقية.أصوات ولا أروع،حركت قلوبنا وذكرتنا بحنان الام الذي يحمله كل واحد داخله.
بعد الاستماع إلى مقطع هذه الأغنية ،المؤدى من طرف الفنانات المختارات ،لوحظ تباين في أداء الموال، فقد وجدت نجاة رجوي ودنيا باطما سهولة وسلاسة في تطويع صوتيهما مع الجمل اللحنية،بخلاف الفنانة سعيد شرف التي كانت تجد صعوبة في العثور على صوتها الشجي،بل أنه وخلال الدقيقة الخامسة و56 ثانية،وفي لحظة جد مؤثرة،لم ينتبه إليها المشاهدون،حاولت إيقاف دموعها ومسحها، وكانت قريبة من فقدان توازنها ،لأنها كانت متأثرة.وهي اللقطة التي تجنبها مخرج البرنامج.
وقوف سعيدة شرف بجانب الفنانتين نجاة رجوي ودنيا باطما لأداء هذه الأغنية،سبقته لحظات نفسية إنسانية داخل الكواليس.فبعدما فاجآها عبد السلام الخلوفي معد البرنامج،وأخبرها ان الأغنية المختارة هي "أنا في عارك يايما"،ارتبكت،وطلبت منه العدول عن اقتراحه واختيار أغنية اخرى"عافاك اسي الخلوفي اعفيني راني منقدرش نغنيها كنتفكر الواليدة،كيمشي لي كلشي ارجوك بلاش انا كنتاثر ملي كنسمعها،فمابالك بأدائها".لكن اصرار القائمين على البرنامج،رضخت الفنانة سعيدة شرف لطلبهم،وقامت بالتداريب وسط حالة نفسية مؤثرة،وأدت الأغنية في ظروف صعبة ،خاصة أنها مجروحة من جهة الزوج الذي أصيب بالشلل جراء حادثة سير،وهي كذلك فاقدة للأم.
كان الهدف من خلال حلقة برنامج "نغنيوها مغربية"، هو الوقوف على التضحيات التي تقوم بها المرأة الفنانة،في سبيل الحفاظ على استمرارها داخل الساحة الفنية،حيث تمكنت مقدمة البرنامج من استنباط معاناة الفنانات الضيفات،وعرضها على المتتبعين،فسعيدة شرف تعاني حالات نفسية جراء الاهتمام بزوجها الذي اصيب بالشلل بسبب حادثة سير،وكيف تقاوم من أجل إيجاد ذلك التوازن والتوفيق بين الفن والمعاناة.أما خديجة لبوءة الأطلس، التي عانت الأمرين بسبب يتمها و زاوجها وهي قاصر،أصبحت أما وهي في سن 17، ودنيا باطما تكلمت عن ظروفها مع زواج من طرف زوج له اولاد،وكيف تمكنت من إيجاد الوصفة السحرية للعثور على شعرة الحنان والمودة معهم.أما نجاة رجوي،فقد تحدث عن معاناة الفنان مع التوفيق بين تربية الأولاد ومواصلة مشواره الفني.في حين تطرقت أسماء الحمزاوي من فرقة بنات كناوة عن رفع التحدي لاقتحام مجال كناوة الخاص بالرجال.