مجتمع

مكناس.. فضيحة سكانير كلف 350 مليون

أسامة خيي الاثنين 20 فبراير 2017
SMM (3)
SMM (3)

AHDATH.INFO  مكناس - محمد بنعمر

فضيحة تهز قطاع الصحة بمكناس، بعد تعطل جهاز السكانير الذي تم اقتناؤه مؤخرا في إطار صفقة وزارية كلفت 350 مليون سنتيم، فبعد مرور بضع أيام فقط على تركيبه واستعماله من طرف مهندس تابع للشركة الفائزة بالصفقة و الشروع في تدريب تقنيي وأطباء مكناس على استعماله لتقنيته العالية وتكنولوجيته المتطورة، تعطل السكانير، حارما عديد المرضى والحالات الاستعجالية من خدماته، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، سيما الذين لا حول لهم ولا قوة لقصد مصحة خاصة للاستفادة من جهازها الذي يكلف ثمنا لا يستطيعون إليه سبيلا، هذا رغم المحاولات المتكررة لإصلاح العطب الذي حير تقنيي ومهندسي الشركة، فما إن يتم إصلاحه حتى يقع في عطب ثان بعد إخضاع مريض أو اثنين للفحص.

هذه المرة طالت مدة إصلاحه، واستدعى الأمر الإستعانة بخدمات مهندسيين وتقنيين آخرين استقدمتهم الشركة، حيث فككوا الجهاز عن آخره و أخضعوه لعملية "التشريح" لمعرفة أسباب الأعطاب المتكررة، حيث أوردت مصادر مطلعة أنه تم اكتشاف طبقات من برادة الحديد، وهي شظايا دقيقة جدا ملتصقة على أجزاء السكانير الداخلية خصوصا المغناطيسية، مانعة مرور أشعة x، وهذا ما يفسر الحصول على "كليشيات" فارغة أو توقفه نهائيا عن العمل، وذلك يحصل بمجرد تشغيله حيث تعمل مروحته الداخلية التي تساعد على تطاير شظايا الحديد وتلتصق بكل أجزائه الالكترونية مكونة طبقة حديدية وحاجزا يؤثر على نتائج الفحص ودقته أو يؤدي إلى تعطله وتوقفه عن العمل نهائيا.

 

وعن أسباب تسرب برادة الحديد إلى داخل السكانير الذي تم اقتناؤه من دولة اليابان بمبلغ كبير باعتبار أنه ينتمي لتكنولوجيا عصرية ضمن جيل جديد من أجهزة السكانير العالمية، رجحت مصادر عليمة أن تكون إعادة الأشغال التي عرفتها غرفة استقباله هي السبب، بعدما لم تكن تخضع لبعض الشروط التقنية والعلمية الواجب توفرها قبل تثبيت السكانير داخل القاعة، بسبب السرعة ليكون جاهزا من أجل تدشينه من طرف عامل عمالة مكناس بمناسبة عيد الاستقلال الأخير، خصوصا إعادة إصلاح الأرضية التي استعمل فيها الحديد وأشغال التلحيم "سودور" و جهاز السكانير متواجد حينها، داخل القاعة أثناء مدة الإصلاحات، مما يرفع من احتمال تسرب كمية كبيرة من شظايا الحديد الدقيقة، ساعدها على الالتصاق بمكونات السكانير، مادة المغناطيس المشكلة لبعض أجزائه الداخلية.

و الغريب في الأمر والمثير للسخرية، تضيف ذات المصادر أنه تم الاستعانة بآلة شفط غبار الزرابي المنزلية "Aspirateur"، لتنظيف السكانير بعد تفكيكه من طرف تقني تابع للشركة، لتبقى عبارة "En panne" المعلقة في وجه المرضى والمصابين، بمثابة إعلان صريح عن ضرورة قصد أحد المختبرات أو المصحات الخاصة لمن يريد العلاج، كما حصل مع الكثير من الحالات التي لم تكن تملك ثمن إجراء فحص السكانير بالقطاع الخاص، فقضت داخل المستشفى أو ببيوتها، ومثلها كثير ينتظر.