السياسة

لقاء "سرّي" بين نتنياهو والسيسي وملك الأردن.. ماذا دار فيه؟

محمد كريم كفال الاحد 19 فبراير 2017
24555345
24555345

AHDATH.INFO – متابعة

أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه عقد لقاءً سرياً في مدينة العقبة الأردنية مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري قبل نحو عام.

وزعم نتنياهو في اجتماع عقده وزراء "الليكود" في الحكومة صباح اليوم أنّه هو الذي بادر لتنظيم اللقاء، الذي رفض فيه مشروعاً لـ"السلام الإقليمي" قدّمه كيري يقوم على اعتراف العالم العربي بإسرائيل كـ "دولة يهودية" مقابل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بدعم الدول العربية، إضافة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والإعلان عن القدس عاصمة للدولتين وإنهاء الصراع بين الجانبين.

وبحسب ما كشفته صحيفة "هآرتس" اليوم الأحد، فقد تحفّظ نتنياهو على عرض كيري بزعم أنّه سيكون من الصعب عليه الحصول على تأييد داخل الحكومة لمثل هذه الاقتراح.

ولفتت "هآرتس" إلى أنّ نتنياهو عرض في المقابل أن يقدم "تسهيلات" للفلسطينيين مقابل موافقة السعودية على عقد لقاء علني لممثل عنها مع مسؤولين إسرائيليين.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ اللقاء السرّي عقد بمبادرة من كيري، وليس مبادرة نتنياهو، مشيرة إلى أنّ كيري قام بإعداد المقترح بالتشاور مع الدول العربية، وبعلم من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ونوّهت الصحيفة إلى أنّ اللقاء السرّي عقد في غمرة محاولات نتنياهو ضمّ حزب "العمل" المعارض لائتلافه الحاكم.

وقد ذكر براك رفيد، المعلق السياسي للصحيفة صاحب السبق الصحافي أنّ الذي سرب خبر انعقاد القمة هم مساعدون سابقون عملوا مع كيري.

واعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الكشف عن رفض نتنياهو مشروع "التسوية الإقليمية" دليل على أنّ حديث نتنياهو المتواصل عن مثل هذه التسوية هو للتضليل.

وقالت شبكة الإذاعة الإسرائيلية الثانية قبل ظهر السبت: "لقد تبيّن أن كلام نتنياهو عن التسوية الإقليمية هو لشراء الوقت ولإدارة الأزمة، نتنياهو لا يريد تغيير الواقع الحالي، هو يريد أن يتجند العالم العربي لخدمة إسرائيل دون أن تقدم في المقابل أي شيء".

وقد أدّى الكشف عن انعقاد اللقاء السري إلى موجة انتقادات من المعارضة الإسرائيلية، التي اتهمت نتنياهو بـ"إهدار فرصة حقيقية" لتحقيق التسوية السياسية للصراع.

ووجّه رئيس حزب "العمل" إسحاق هيرتزوغ انتقادات حادة لنتنياهو، حيث كتب على حسابه على "تويتر" قائلاً: "التاريخ لن ينسى لك تضييعك الفرصة الهائلة التي كانت سانحة".

ونوّه هيرتزوع إلى أنّه كان على علم بعقد اللقاء السري في مارس 2016، بعد عدة أيام على انعقادها.

وفي المقابل، دافع وزراء اليمين عن رفض نتنياهو لمشروع كيري.

وفي تغريدة على "تويتر"، كتب وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان صباح اليوم: "لماذا توافق إسرائيل على خوض مفاوضات على أساس حدود 67، وكيف بالإمكان القبول بأن يكون كيري هو المبادر وهو الوسيط".

ويذكر أنّ الاعتراف بإسرائيل كدولة "يهودية" يعني، حسب المنطق الإسرائيلي، تنازل الفلسطينيين عن حق العودة للاجئين والقبول بكلّ متطلبات الحفاظ على الطابع اليهودي للدولة.