ثقافة وفن

بعيدا عن كل شقاق.. المغرب الذي يريده الشباب

أسامة خيي السبت 18 فبراير 2017
Jeunesse Maroc
Jeunesse Maroc

AHDATH.INFO  متابعة

يحاول كتاب "بعيدا عن كل شقاق"، لمؤلفيه طارق المالكي ونبيل عادل، الذي تم تقديمه اليوم السبت بالدار البيضاء ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، رسم ملامح المغرب الذي يريده الشباب في السنوات المقبلة، والذي تحكمه قيم التعددية والحوار والانفتاح على الآخر.

والكتاب، الصادر عن دار "إفريقيا الشرق" في صفحات من القطع المتوسط، يقدم رؤية وقراءة هاذين الباحثين الشابين للمشهد السياسي المغربي على الخصوص بما يعتريه من تجاذبات وتقاطبات، يحتاج معها إلى التزام أطرافها بقواعد الحوار المؤسساتي المبني على رؤية تشاركية غير إقصائية، مع تحديد ملامح المستقبل الذي ينشده الشباب، والذي يمنحهم المكانة التي تستجيب لتطلعاتهم إلى بناء مغرب متسامح ومنفتح على محيطه.

وفي هذا الصدد، أوضح الباحث والكاتب نبيل عادل، على هامش حفل التوقيع، أن الكتاب، الذي اتخذ شكل مناظرة بين باحثين شابين بخصوص جملة من القضايا المجتمعية الراهنة، جاء في سياق الحاجة إلى التأسيس لنقاش هادئ ومسؤول بشأن التيارات المجتمعية الكبرى، في علاقتها بالتحولات التي يعيشها المغرب على عدة مستويات فكرية وسياسية واجتماعية.

وأضاف أن كل موضوع من المواضيع المتضمنة في هذا الإصدار تم تناوله من زاويتين رئيسيتين، حيث تتناظر في المؤلف رؤيتان متقابلتان لكل منها تحليلها الخاص للراهن المغربي، مشيرا إلى أنهما تتمثلان في ما أسماه ب "التيار المحافظ" و"التيار الحداثي"، باعتبار أن أطروحاتهما تشكل الإطار الرئيسي لمجمل النقاشات داخل المشهد المجتمعي المغربي.

وأبرز أنهما حاولا تقديم مجموعة من المقترحات التي يمكن الأخذ بها من أجل إذابة الجليد بين الأطراف المتحاورة والوصول إلى توافقات بينها، في إطار حضاري، بعيد عن ثقافة العنف والإقصاء، منوها إلى الدور الذي يضطلع به كل من الباحث والمثقف في وضع قواعد الحوار المتزن والمسؤول، على اعتبار أن "دور المثقف يقوم على إنتاج الأفكار وتجميعها في إطار الحوار".

وشدد، بهذاالخصوص، على مسؤولية المؤسسات الدستورية في ضمان التوازن بين التيارات المجتمعية، وحثها على التزام الضوابط القانونية في التحاور بينها، وفي التعبير عن طروحاتها، معتبرا أن حق النقد والتعبير مكفول للجميع، لكن دون تبني خطاب الإقصاء، فالمجتمع، برأيه، "يتسع للجميع".

ويتضمن الكتاب خمسة محاور رئيسية، تهم "العلاقات الدولية للمغرب"، و"النظام السياسي والمؤسسات"، و"إصلاح منظومة التعليم"، و"المشروع المجتمعي"، و"قضايا الشباب".

وتجدر الإشارة إلى أن نبيل عادل أستاذ جامعي، ومدير مجموعة للبحث الجيوسياسي والجيو اقتصادي بالمدرسة العليا للتدبير بالدار البيضاء، وله عدة كتابات ومساهمات بمجموعة من الصحف والإذاعات الخاصة الوطنية.

أما طارق المالكي فهو أستاذ باحث ومدير تطوير العلاقات الدولية والبحث العلمي بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، حاصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، وله العديد من الدراسات والأبحاث العلمية خاصة في المجال المقاولاتي (المسؤولية الاجتماعية للمقاولات، مناخ الأعمال، المقاولات المتعددة الجنسية والمستقرة في المغرب).