ثقافة وفن

حميد زيد : ثرثرة فوق وادي الشراط

أسامة خيي الخميس 16 فبراير 2017
حميد-زيد
حميد-زيد

AHDATH.INFO- خاص - بقلم: حميد زيد

بيان عاجل من حزب الاستقلال !

تخبر قيادة حزب الاستقلال الرأي العام المغربي أن لا علاقة لها بما ينشر هذه الأيام  في موقع الحزب الرسمي.

وما قرأتموه جميعا، وما اطلعت عليه الدولة وأجهزتها، سقط سهوا على الموقع، ولا علم لنا به، ولا بمن نشره.

ونؤكد أننا لا نعرف حميد شباط، ولا نعرف ثروته، ونجهل من يكون حزب الاستقلال هذا، ومن هو أمينه العام، ولا نعرف من نحن.

لقد فقدنا ذاكرتنا، ونعاني من داء النسيان، ومن عثر علينا في الشارع العام، ومن وجدنا تائهين، فليتصل بأقرب مركز شرطة وليسلمنا إلى ذوينا وأولياء أمورنا.

وبعد مداولات ومشاورات واجتماع للجنة التنفيذية، فإننا نكذب كل ما كتبناه عن وادي الشراط، وننفي أننا حذرنا من وجود طرف في الدولة  يخطط لاغتيال حميد شباط، الذي نؤكد مرة أخرى، أننا لا نعرفه ولم يسبق لنا أن التقينا به أو سمعنا باسمه، وقد توصلنا إلى أن جهات أجنبية تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المغرب، هي التي تسللت إلى الحزب، ونومنتا، ودوختنا، وكتبت ما كتبت، ثم فرت بجلدها، قبل أن ننتبه إلى الأمر، وقبل أن ينتشر المقال في كل مكان، والذي ظنناه في البداية نيزكا، نزل من السماء، ومنا من اعتقد أنه صحن طائر، وأن من ألفه كاتب فضائي.

ونرجح أن يكون جني دخل إلى الموقع، ونحن الآن نعمل على إخراجه، ونقرأ القرآن، وربما فيروس أصابنا، أو جرثومة، أو حشرة ضارة، ونحن الآن ضحية لأنفسنا، وفاقدون للوعي، ونحتاج إلى علاج، ومن هب ودب يدخل إلى موقعنا ويكتب فيه، وقد اكتشفنا غرباء ومشردين وعابري سبيل ومندسين في مقرنا المركزي، ونفترض وجود عقلاء في السلطة و في الدولة، سيقدرون الوضع والظروف، والأوقات العصيبة التي نمر بها، والحالة النفسية التي نعاني منها، ولن يحاسبونا على ما يصدر عنا من حماقات في هذه المرحلة، ونعيد التأكيد أننا لا نعرف حميد شباط، ولا نعرف حزب الاستقلال، ونحن لسنا نحن، وما كتبناه لم نكتبه، والمقال رأي، ونحن لا رأي لنا، ومصدومون، ونرغب في أن لا تهتموا بنا، ونرغب في النوم، وفي العلاج، وفي الدخول إلى الحكومة، والدخول في بنكيران لو لزم الأمر.

خطاب عمدة طنجة التاريخي !

سعادة سفير دولة الباراغواي.

لم يسبق لي أن زرت دولتكم، لكني أعرفها، وأعرف أزقة وشوارع ومباني عاصمتها مونتفيديو، وذلك من خلال قراءاتي لأعمال كاتبكم العظيم إدواردو غاليانو، التي كانت بمثابة نافذة أطل منها على بلدكم.

لقد قربني الأدب والخيال إليكم، كما لو أني عشت سنوات من عمري في الباراغواي،  واليوم ونحن نستقبل سعادتكم في طنجة، فكأنما نستقبل شقيقا لنا.

ولن تصدقني إذا قلت لك إني أنهيت للتو كتابا لغاليانو حول كرة القدم، وكم أدهشني إلمامه وعشقه لهذه الرياضة الشعبية، التي أحبها وأتابعها بنفس شغفكم اللاتيني.

وربما تعلم أننا هنا في طنجة نحب كثيرا فريق برشلونة، وكم نحن سعداء بوجود لاعبكم العضاض لويس سواريز في هذا الفريق، كما أننا لا نتفرج في باري سان جيرمان إلا من أجل مشاهدة هدافكم إدنسون كافاني، ولا نتابع أتليتيكو مدريد إلا من أجل مدافعكم الصلب دييغو جودن.

وكم تأسفنا حين أقصيت الباراغواي من نصف نهاية كأس العالم بجنوب إفريقيا، وإذا نسينا فلن ننسى لاعبكم صاحب الشعر الطويل الأشقر دييغو فورلان، ولن ننسى تتويجه كأفضل هداف في ذلك المونديال.

إن العلاقة المتينة بين الشعوب لا تخضع للجغرافيا، والمسافات البعيدة تصبح قريبة، وتأكد أن المغاربة يحبون الباراغواي(يلكزه مساعده ويوشوش في أذنه)، عفوا الأورغواي، وما هذا العلم الذي تراه لدولة أخرى غير دولتكم، ليس إلا محاولة يائسة للتحكم وللدولة العميقة للإساءة إلى تجربتنا ومحاربتها في طنجة، كما تحاربون أنتم الإمبريالية الأمريكية في بلدانكم.

توقيع : عمدة طنجة البشير العبدلاوي

ماذا تريدون من حميد شباط؟ !

ما يقع لحميد شباط في المدة الأخيرة يجعله قادرا على فعل أي شيء، ولا أستغرب أن يدخل إلى مقر الحزب المركزي، الذي لقبه ذات نشوة فوز بباب العزيزية، مرتديا شورتا، ولا عجب أن يجتمع الأمين العام بأعضاء لجنته التنفيذية عاريا.

ومن كثرة الضربات التي تلقاها، فكل شيء متوقع منه، ومن الأفضل أن يرافقه في خرجاته الصحفية البقالي أو عادل بنحمزة أو أي شخص محل ثقة ، وألا يتجول، وألا يتمشى لوحده، وألا يسوق سيارته بمفرده، وينصح المواطنون بتجنب الأماكن التي يرتادها، والطرقات التي يمر منها عادة.

وقد يقذف الحجر، وقد يضرم النار، وقد يحمل مسدسا أو بندقية أو هراوة، وقد يغلي الماء ويهرقه من الشرفة على أعداء الديمقراطية في المغرب.

إن ما يتعرض له يفوق كل خيال، ولا طاقة لإنسان كيفما كان أن يتحمله ويصبر عليه، وليس مستبعدا أن يكشر على أنيابه ويعض، أو يلتهم من يقترب منه، وليس غريبا أن يتهم الدولة بمحاولة اغتياله، ويستحسن على أي حال عدم الاقتراب منه، ومنع مشاهدته على من تقل أعمارهم عن 18 سنة، وعلى ذوي القلوب المرهفة والمشاعر الرقيقة، فلا أحد يتوقع ما يمكنه القيام به غدا، ولا أحد يضمن أن لا يقدم مشهدا خادشا للحياء، أو لقطة مثيرة للرعب، والأفضل له ولنا جميعا أن لا يبرح البيت، وألا ينبس ببنت شفة.

تعلموا المرور فوق وادي الشراط من نبيلة منيب !

هناك طريقة واحدة للنجاة من وادي الشراط، وقد جربتها الرفيقة نبيلة منيب، وهي أن تشتري سيارة فولفو قوية.

فقد تعرضت نبيلة لمحاولة اغتيال في نفس المكان، والعهدة عليها، وحكت لنا أيام الانتخابات، أن شخصين كانا يلاحقانها، وكادا يلقيان بها من أعلى القنطرة، ويغتالانها، لولا الحظ الذي ساعدها، والرياح القوية التي حملتها هي وسيارتها الصغيرة وغير المحصنة، محولة إياها إلى بساط ريح يحلق في السماء، قبل أن يحط بها في يابسة الدار البيضاء، وقبل أن تتدخل الجماهير الشعبية، التي استقبلتها بالهتاف أما باب منزلها، مهنئة إياها على سلامتها، ومنددة بالرجعية وبالمخزن.

لكن لا حياة لمن تنادي، وكم حذرتهم يا رفيقة، وأكدت للعالم أجمع أنك أقوى من وادي الشراط، بينما لم يهتم أحد بتصريحاتك، ولا أحد أخذ كلامك على محمل الجد، ولم تتحمل وزارة الداخلية عناء رفع دعوى ضدك، ولم تقم أي جهة بالتحقيق معك، والقبض على المجرمين، الذين كان يخططون لاغتيال أيقونة اليسار.

ولو كان حزب الاستقلال يتميز بقليل نضج، لما غمز ولمز ولمح، ولما جر على نفسه كل هذه المتاعب، وبدا كما لو أصابه مس من الجن، إذ كان يكفيهم أن يشتروا لأمينهم العام نفس النوع من السيارة.

فولفو القوية والمتينة التي قدمها زوج أيقونة اليسار إلى رفيقة دربه كهدية تحميها من الموت ومن قادة الأحزاب الإدارية الذين ترفض الجلوس بالقرب منهم، فيلاحقونها، ويسعون إلى رميها من القنطرة الشهيرة.

والمثير في هذه القصة، أن رفاق نبيلة، والجذريون منهم خاصة،احتجوا على نوع السيارة، وعلى بلينغ يلينغ الأيقونة، وتبرجزها، ودعوها إلى التخلي عن الفولفو المنقذة من الاغتيال، وتعويضها  بسيارة"لادا" السوفياتية، التي توافق خطهم السياسي، و تؤكد تشبثهم بقيم اليسار الخالدة، غير مراعين للدور الكبير الذي تلعبه في الحفاظ على سلامتها الجسدية، وفي حمايتها من الرجعيين وأتباع السلطة الذين يتربصون بها في الجسور ومفترقات الطرق، ويسقطونها كل مرة في الانتخابات.