كلمة الأحداث المغربية

مستقبل مرعب!

حكيم بلمداحي الاثنين 13 فبراير 2017
ministere-de-l-education-nationale-m-504x300_1_1
ministere-de-l-education-nationale-m-504x300_1_1

AHDATH.INFO – خاص – بقلم حكيم بلمداحي

اختار رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمعرض الدولي للكتاب هذه السنة، تيمة «شباب المغرب: المستقبل». الموضوع على أهمية قصوى، لأنه يشمل كل الجوانب المرتبطة بالتربية والسياسة والاقتصاد، وبالمشروع المجتمعي الذي سيرهن مستقبل البلد…

موضوع الشباب في المغرب يطرح عدة تساؤلات، وعدة تخوفات أيضا…

هناك سؤال جوهري يطرح نفسه، هو أي مستقبل نهيؤه لأبنائنا؟ الجواب على هذا السؤال مخيف، بل مرعب، لأن الوضع الذي توجد عليه كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، بتربيتها وتكوينها وتأهيلها لا يبشر بالخير.

كما أن المستقبل، كبنيات اقتصادية، يوجد على قدر من الهشاشة والضبابية ما يدفع إلى القلق على المستقبل القريب والمتوسط.

بنيات التنشئة التي تتمثل في الأسرة والمدرسة والإعلام أصبحت مجرد واجهات منخورة من الداخل. الأسرة استقلت، منهزمة أمام التطورات التقنية وسرعة التطورات التي تسم المرحلة.

أما التعليم فالكل يجمع على أنه في مرحلة احتضار، لكونه يتخبط في تدبير اليومي، دونما تصور واضح، وبارتجالية في المناهج والبرامج وباغراق المدرسة في جزئيات لا تقدم ولا تؤخر.

الإعلام هو الآخر في وضع لا يحسد عليه، إذ هرب من دوره التربوي وانجر مع صخب «البوز» الذي فرضه «الانفجار» التقني المرتبط بالتطور الاتصالاتي.

ينضاف كل هذا إلى غياب مشروع مجتمعي حداثي يقوم على منظومة القيم الكونية التي تخدم الإنسان والإنسانية…

سياسة «الفيترينة» التي يسير فيها البلد هي عبارة عن مهدئات للتوهيم بأن الأمور عادية، في حين يوجد الوضع، في مجال التربية والتكوين على الأقل، في حافة الإفلاس…

الخطير في الأمر أن ارتجالية التربية والتعليم، تصادف تصاعد المد الماضوي، بتجليات مخيفة، في النظرة إلى الأمور وفي التوجه نحو التطرف ونشر ثقافة الحقد والكراهية، وثقافة الموت وأهوال القبور، عوض الإقبال على الحياة والبناء للمستقبل…

في هذا الواقع: ارتجالية التربية والتكوين، والتطور التيكنولوجي المهول، والتطرف والإرهاب، يوجد مستقبل المغرب مشرعا على كل الاحتمالات السيئة.

أمام هذا الوضع المخيف، من المفروض أن ينتفض الجميع للإنقاد، لأن الأمر يتعلق بمستقبل بلد، ويتعلق بخطر محدق على الأبواب. وتتحمل الدولة هنا مسؤولية كبيرة لأنها هي التي من المفروض أن توفر التصور وإمكانيات تنفيذه، بعقلية الاستثمار في المورد البشري والتنمية البشرية، بعيدا عن عقلية التوازنات الماكرو والميكرواقتصادية.