فكر و دين

اللباس رمز إيديولوجي لترويج فكر متطرف

سكينة بنزين الاحد 05 فبراير 2017
2014-2014_01_24_comp_6_255619923_705324445
2014-2014_01_24_comp_6_255619923_705324445

AHDATH.INFO - بقلم الدكتور عزيز الكبيطي إدريسي

الإسلام لم يفرض أبدا أي نوع من اللباس، وإنما كل لباس يتوفر على معايير الحشمة ويستر ذات المرأة ومفاتنها فهو لباس شرعي.. وما نراه اليوم من انتشار اللباس الأفغاني في المغرب وترويجه على أساس انه اللباس الإسلامي الأصيل سواء عند الذكور والإناث فهو محض افتراء على الدين، فلم يثبت حتى عن رسول الله انه كان يلبس عين ذلك اللباس..بل في كتب السنة ما يفيد أن رسول الله كان يلبس البردة و القميص ومختلف أنواع اللباس التي كانت سائدة في عهده مع حفاظه على البساطة في اللباس ونفي التكلف أو الإسراف...ونفس الشيء بالنسبة للنساء حيث كن يلبسن أصناف اللباس السائدة في زمانهن دون إسراف في المظاهر مع مراعاة عدم إبراز ثنايا أجسادهن لإثارة فتنة الرجال، وأيضا صونا لكرامتهن من أن تقتحمها عيون بعض مرضى القلوب من الذكور.

إن اللباس أضحى اليوم رمزا إيديولوجيا يتم استغلاله من بعض الدول والجماعات التي تشتغل على الخطاب الديني قصد بسط سيطرتها السياسية على العالم الإسلامي، ترويجا لفكرها التطرفي المنحرف البعيد حقيقة عن جوهر الإسلام المتسم بالرحمة والاعتدال والتعايش مع الأخر.

إن اللباس الأفغاني هو لباس ثقافي يعبر عن ثقافة البلاد الهندوباكستانية، ولا علاقة له بالمرجعية الإسلامية.. كما أن إثارة الخلاف حول هذه الأمور الشكلية وكأنها هي جوهر الدين يقوض أهم الركائز الفكرية التي استند عليها الإسلام في الانتشار والتوسع حتى وصل أقاصي المعمور وأدانيها..وذلك بفعل ركيزتي الاستيعاب والتكيف..حيث يمكن التمثيل للرسالة النبوية بمثال الماء الذي يتخذ شكل الإناء - أي الثقافة- الذي يوضع فيه..

إن الأمة الإسلامية في حاجة إلى الاهتمام بجوهر الدين وهو التزكية أي تطبع الفرد أولا بالأخلاق والشمائل النبوية. وثانيا نشر هذه القيم الأخلاقية على مستوى إنساني أوسع.. لنخلق آفاقا رحبة للتعايش مع الآخر واستيعاب الاختلاف معه مهما كان.. فالإسلام دين الرحمة، ورسول الله رحمة للعالمين.. لكل العالمين.

Capture

رئيس المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية