ثقافة وفن

مهرجان مراكش.. أقوى لحظات الدورة 16  

شادية وغزو السبت 10 ديسمبر 2016
abdelah-masbahi
abdelah-masbahi

AHDATH.INFO - مراكش - أحمد ردسي

يعتبر تكريم عبد الرؤوف وعبد الله المصباحي، من أقوى لحظات الدورة السادسة عشر من المهرجان، فقد كان في تكريم المخرج عبد الله المصباحي، عرفان بعطاء هذا المبدع الذي تميز بإدارة العديد من النجوم المغاربة، وأيضا العرب، وتكريم عبد الرؤوف هو رد شيء من الجميل المعنوي لهذا الرائد المغربي في مجال الفكاهة، والحقيقة أن هذا التكريم جاء في وقته وفي محله، والدليل الحضور الذي جاء ليعبر عن حبه ووفائه لرائد الفكاهة المغربية.

من أقوى لحظات هذه الدورة أيضا تكريم بول فيرهوفن ودرسه السينمائي المهم والرائع، والذي منح السينمائيين والسنفيليين المغاربة مفاتيح فهم إبداعات هذا المخرج، والاقتراب أكثر من تجربته السينمائية وقد كان اعترافا مثيرا عندما كشف بول فيرهوفن، أن تكريم مراكش هو الأول في مسيرته الفنية، وهو  يقترب من الثمانين، كما أنه لم ينس بالمناسبة أن يقتسم مع الجمهور ذكريات فيلمه عن الحروب الصليبية، الذي كان ينوي إخراجه في المغرب لكن الظروف المالية للشركة المنتجة، حالت دون تحقيق هذا المشروع والحلم. كما أنه لا ننسى أن نقط قوة هذه الدورة أيضا لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج المتميز بيلا تار، الذي اقتنع مؤخرا بالمجيء إلى المغرب ولعله لن يأسف على شد الرحال إلى مراكش والإقامة بها لمدة أسبوع، من أجل السينما، وبقية الأسماء لا تقل أهمية عن اسم المخرج المجري، والمهم أنه كما في الدورات السابقة فقد حافظ المهرجان على تقليد ضم اسم مغربي سينمائي نسائي إلى لجنة التحكيم، فبعد الدورة السابقة التي كانت فيها أمل عيوش تقوم بهذه المهمة، هذه السنة عوضتها الممثلة فاطمة هراندي «راوية»، والحقيقة أنها أكدت أنها جديرة بهذا التكليف وشرفت السينما والسينمائيين المغاربة، والدليل الحضور المميز الذي وقعت عليه في الندوة الصحافية للجنة التحكيم.

من حسنات المهرجان أيضا، حفاظه على سينما المكفوفين، والتي تمكن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستمتاع بالإبداع السينمائي المغربي والعالمي، عن طريق تقنية الوصف السمعي.

أيضا من حسنات المهرجان في دورته المنقضية، حفاظه على تقليد دعوة وفد أجنبي، للتعرف على إمكانيات التصوير والاستثمار في المجال السينمائي في المغرب، وقد كان ضيف هذه السنة وفد أمريكي نظمت له زيارة إلى استديوهات التصوير في مدينة ورزازات، كما عقد اجتماعات مع المهنيين المغاربة من أجل بحث سبل وإمكانيات التعاون في مجال التصوير والإنتاج السينمائيين.

نقط إيجابية تسجل للدورة الحادية عشرة من المهرجان، لكن الأكيد أن فقر النجوم وضعف الأفلام وبعض السلبيات الأخرى يغطون على الإيجابيات القليلة، مما يستدعي من القائمين على المهرجان وقفة تقييمية خاصة واستثنائية، من أجل إنقاذ المهرجان من السقوط إلى مراتب مهرجانات إقليمية أو وطنية أقل إشعاعا، فالإمكانيات متوفرة، فقط يجب تجديد الدماء والأفكار وطريقة ووتيرة العمل.