AHDATH.INFO – و م ع
أكدت وكالة أنباء البحرين (بنا) أن الجولة الحالية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لعدد من الدول الأفريقية، تعد إحدى أولويات التوجه الاستراتيجي المغربي نحو إفريقيا، في اطار علاقات التعاون جنوب - جنوب.
وأوضحت الوكالة، في تقرير لها، أن الجولة الإفريقية لجلالة الملك محمد السادس تعكس "حيوية شراكة طموحة ومتنوعة، ومنفتحة"، إذ أن الزيارات الرسمية المقررة لرواندا وتنزانيا وإثيوبيا تعكس تعامل المغرب مع جميع المناطق بما فيها شرق إفريقيا، حيث تميزت محطة رواندا بتوقيع تسعة عشر اتفاقية تهم مختلف القطاعات من قبيل الفلاحة والإسكان والقطاع المالي والبنكي والتكنولوجيات الجديدة والطاقات المتجددة، بما يؤكد استعداد المغرب الدائم وإرادته الثابتة لتقاسم الخبرات والمؤهلات والاستفادة من النموذج التنموي المغربي بكل أبعاده .
وأبرزت الوكالة أن أهمية هذه الجولة الملكية وما تمثله من توجه نحو العمق الأفريقي تأتي بمثابة التزام دستوري من المملكة المغربية نحو الدول الإفريقية يرتكز على المنظور التضامني القوي لجلالة الملك محمد السادس بروح من الاستمرارية والإيمان المتجذر بأن مستقبل إفريقيا رهين بالاعتماد على قدراتها الذاتية وعلى تجاوز رواسب الماضي الاستعماري والعمل سويا، بعيدا عن منطق الحسابات الظرفية ومخلفات الحرب الباردة، من أجل إسماع صوت إفريقيا وإحكام تنسيق الجهود لتحقيق الإقلاع التنموي ومواجهة الإرهاب واحتواء المخاطر المهددة لإفريقيا بما فيها في المجال البيئي بمفهومه الشمولي.
وأشارت (بنا) إلى أن محللين للشأن المغاربي يرون أن توجه الانتماء الإفريقي للمغرب لا ينحصر في محددات ومؤثرات وعوامل جغرافية وعرقية وثقافية وروحية بقدر ما يمتد للدور الفاعل للمغرب منذ أزيد من نصف قرن في خدمة الأمن والسلم والتنمية المستدامة في دول القارة الأفريقية.
وأوضحت أن ذلك يتجلى في مواقف المغرب الثابتة الداعمة للتطلعات المشروعة للشعوب الإفريقية في التحرر من الاستعمار منذ أن احتضن المغرب في بداية الستينات "مجموعة الدار البيضاء" التي شكلت نواة تأسيس المنتظم الإفريقي، ووقف دائما بجانب حماية الشرعية وسيادة ووحدة الدول الإفريقية، والتصدي للحركات الانفصالية، ولم يدخر جهدا في دعم أشقائه الأفارقة والتضامن معهم .
وأضاف تقرير الوكالة أنه في هذا الإطار يرى إعلاميون ومهتمون بالشأن الأفريقي، أن احتضان المغرب لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ خلال شهر نونبر المقبل بمراكش، ما هو إلا نموذج ملموس لانخراط المغرب في هذا المسار التضامني من أجل إفريقيا .