ثقافة وفن

عرض " القعدة" للتونسي وجدي غاغي يفتتح فعاليات الدورة الثانية ل"لقاءات الدار البيضاء للرقص الكوليغرافي"

شادية وغزو الخميس 20 أكتوبر 2016
147397_2013_10_10_13_26_24
147397_2013_10_10_13_26_24

AHDATH.INFO - و م ع

افتتحت مساء أمس الأربعاء بالعاصمة الاقتصادية، فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي "لقاءات الدار البيضاء للرقص الكوليغرافي" بعرض " القعدة" للفنان التونسي وجدي غاغي.

ويستعير الفنان ومصمم الرقصات التونسي في هذا العرض، الذي قدمه رفقة راقصين مغاربة كإهداء خاص للمهرجان، "القعدة" التي اعتاد المغاربة على استعمالها كأداة للرقص في حفلاتهم وأعراسهم، من استعمالاتها اليومية سواء في غسل الملابس، أو غربلة الدقيق وغيرها من الاستعمالات الخاصة بربات البيوت، وكذا استعمالاتها الاحتفالية، لتكون بطلة عرضه هذا، في لوحة جمالية كتبت بلغة الجسد.

وفي هذا الصدد يقول وجدي غاغي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "القعدة" تحضر في العرض لقيمتها الاستطيقية والتراثية، فهي، بالنسبة إليه، حبلى بالدلالات التي ينبغي دراستها والكشف عنها، باعتبار "القعدة" إرثا جماعيا يشير لمخزون ثقافي وحضاري جمعي، تسعى الفرقة إلى كشف بعض خيوطه من خلال هذه اللوحة الكوليغرافية.

وأضاف هذا الفنان، الذي اختار الإقامة بالمغرب منذ أربع سنوات، وبدأ مسيرته الفنية بالكلاكيت والهيب هوب قبل أن يختار أن يتخصص في الرقص الكوليغرافي كأستاذ ومصمم ومخرج وراقص، أنه حاول رفقة الفرقة البحث عن أصل استعمال "القعدة" وكيف انتقلت من الاستعمال المنزلي إلى باحة الرقص، دون أن يجدوا أية إجابات لتساؤلاتهم.

وأشار غاغي، الذي يسهم أيضا في الإشراف على إدارة المهرجان، إلى أنه تبعا لذلك اختار الاشتغال على هذا الموضوع، حتى أنه صار "مهووسا" بهذه "القعدة"، واختارها لتكون تيمة أول عرض يقدم ضمن فعاليات المهرجان، لتثمين هذا الموروث الاجتماعي والحفاظ عليه كأداة لصنع الفرجة.

وبعد هذا العرض، تم تقديم عرض ثان لفنان تونسي آخر هو كريم توايمة، تحت عنوان "بوري"، وهو لوحة حوارية راقصة بين النص والموسيقى وتساؤلات الفنان عما يربط الإنسان بكل الأشخاص الذين تركوا بصماتهم في حياته، في لوحة يبحث فيها الجسد الكامن وسط الخشبة عما يربطه ب "الخارج" وبباقي الفضاءات الأخرى، في متتالية من الحيوات تضمن تجذره عبر الزمن.

وإلى جانب هاذين العرضين، يتضمن برنامج المهرجان مجموعة من العروض لفرق من ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وتونس والولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، في احتفالية راقصة تتواصل إلى غاية 29 من الشهر الجاري.

وبهذا الخصوص، أبرزت مديرة المهرجان أحلام المرسلي، أن هذه الدورة ستعرف تقديم عروض جد مميزة لراقصين محترفين معروفين دوليا، وعروض أخرى لفنانين هواة، إضافة إلى تخصيص فقرات خاصة بعشاق هذا الفن من الشباب.

وأكدت أن الاختيارات الفنية للمهرجان حكمتها عدة اعتبارات، في مقدمتها خلق فضاء للتحاور وتبادل الأفكار ووجهات النظر بين هواة الرقص المعاصر والمهتمين به، وإفساح المجال أمام الفنانين المشاركين من أجل القيام بمشاريع مشتركة، والانخراط في إقامات فنية تسهم في إثراء التجربة الفنية للمواهب الشابة.

وتابعت المرسلي أن ما يميز هذه الدورة، التي تنظمها فرقة " كول جام " بدعم من السفارة الفرنسية ومؤسسة تورية وعبد العزيز التازي، توسيع المهرجان لنشاطه ليشمل مدينة الرباط ببرنامج متنوع يجمع بين العروض الراقصة وبين عروض الشارع، فضلا عن تنظيم ورشات يؤطرها أجانب متخصصون في هذه اللون من الفنون.

وذكرت مديرة المهرجان بأن الدورة الأولى، التي امتدت على مدى خمسة أيام، كانت قد ركزت على مشاركة الفرق المغربية في المقام الأول، وذلك بدافع التعريف بهذا الفن لدى الجمهور المغربي، وفتح جسور للتواصل المباشر بين الفنانين المغاربة لصقل تجربتهم في هذا الميدان.

وتجدر الإشارة إلى أن فرقة " كول جام " تأسست عام 2008 بهدف تعزيز الفن والتنوع الثقافي وتسليط الضوء على العديد من الاتجاهات الفنية المختلفة خاصة الرقص المعاصر.