مجتمع

الملك يقف ليلا على احتلال باعة «البال» لبوابتي مدرستين بالدارالبيضاء

مجيدة أبوالخيرات الثلاثاء 18 أكتوبر 2016
4
4

AHDATH.INFO - الدارالبيضاء - خاص بديعة الإدريسي

 

«واش في خبارك الملك داز البارح من شارع أفغانستان؟».. كان هذا الاستفهام الذي تداوله العديد من سكان المقاطعة الحضرية الحي الحسني بالدارالبيضاء، الأحد الماضي، بعد الأخبار التي راجت عن الجولة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس بعد منتصف ليلة السبت الماضي، حيث وقف الملك عند الكثير من «الاختلالات والمتناقضات، والفوضى العارمة» التي تسود هذا الشارع الذي يعتبر شريانا حيويا بوسط هذا الحي.

فبعد أن اعتبر مصدر مقرب من عمالة الحي الحسني «الأمر عاديا» حين سؤاله عن الجولة الملكية، مضيفا «أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الملك بجولة وسط أحياء هذه العمالة»! تابع العديد من السكان كيف اختفت عربات الملابس المستعملة (البال)، التي كانت تحجب بوابتي المدرستين الابتدائيتين اللتين تقعان على مقربة من شارع أفغانستان، انطلاقا من الساعة الحادية عشرة من ليلة الأحد الماضي وصباح أمس الإثنين، بعد أن تم إبعادهما ليلا، وإخفاؤهما وسط الأزقة الواقعة قرب قيسارية «درب الوداد» وحي «الرجاء 1»، و«حي التعاون».

لكن ومن عجائب الصدف، أنه حتى مع هذا الإبعاد احتلت العربات من جديد بوابة روض الأطفال «الوداد»، التابع للمقاطعة الحضرية الحي الحسني، وكأن قدر المؤسسات التعليمية باختلاف درجاتها أن تظل رهينة لـ «الاحتلال»، وتضييق الخناق على التلاميذ الذي يجدون صعوبة في الولوج إلى مؤسساتهم، وكأن «مسؤولي عمالة الحي الحسني يقدمون للتلاميذ البديل السهل عن التمدرس، والذي لا يحتاج إلى عناء التحصيل والكد والاجتهاد، والمتمثل في احتراف تجارة غير مهيكلة ولا قانونية، وتضرب الاقتصاد الوطني في الصميم»، حسب ما أفاد به أحد السكان ل"الأحداث المغربية"، تعليقا منه على هذه الفوضى!

ففي لعبة أشبه بـ«الغميضة»، حسب أحد سكان «حي التعاون» وقفت السلطات المحلية بعمالة الحي الحسني «موقف العاجز» من أجل «فك الحصار» المضروب على بوابتي المدرستين الابتدائتين، اللتين يجد المئات من التلاميذ الذين يدرسون بهما صعوبة كبيرة في ولوجهما أو مغادرتهما، جراء الطوق الدائم الذي تضربه عربات الباعة الجائلين حولها، محتلة البوابتين، والزقاق الذي يمر أمامهما، محولين هذا الفضاء إلى سوق دائم لا تغادره العربات ليلا ونهارا.

وحسب مصادر مطلعة ، فإن عقارب الساعة كانت قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف ليلة السبت، عندما قادت جولة ملك البلاد مرفوقا ببعض الدراجين إلى وسط الحي الحسني بالدارالبيضاء، ليقف بنفسه ـ حسب ما رواه شهود عيان لـ«الأحداث المغربية» ـ على الفوضى التي تعم هذا الشارع، والاختلالات العميقة التي تطبعه، بعد أن تحول إلى «بؤرة» لا تهدأ الحركة فيها ليلا أو نهارا.

لكن ما شد انتباه جلالة الملك، حسب المصادر ذاتها، هو «الاحتلال» الذي تضربه العشرات من العربات، في حجم الدكاكين حول بوابتي المدرستين الابتدائتين «الأخطل بنات» و«الأخطل بنين»، في مشهد يمنع الرؤية ويعيق حركة المرور، بعد أن «ساهم تغاضي السلطات المحلية ممثلة في عمالة الحي الحسني، والملحقة الإدارية الحي الحسني، في إنشاء سوق عشوائي للملابس المستعملة، ما فتئت أعداد العربات التي تستقر به تتزايد يوما بعد آخر»، خاصة أن «هذه التجارة غدت حرفة من لا حرفة له» حسب أحد تجار السوق البلدي.

ورغم الشكايات المتكررة التي طالما توجه بها السكان، وكذا التجار المتضررون من هذه المنافسة غير المتكافئة التي تشكلها عربات الباعة الجائلين، التي يحتوي بعضها على بضاعات تفوق في حجمها وقيمتها البضائع التي تعرضها الدكاكين العديدة التي توجد بالسوق البلدي، فإن سلطات عمالة الحي الحسني، ظلت تغض الطرف عن هذا الاحتلال الذي لا يقتصر على بوابتي مدرستين ابتدائتين، بل يمتد على طول شارع أفغانستان الذي تحول إلى سوق دائم لمختلف السلع، بعد أن ظلت المسؤولة الأولى عن العمالة تتجنب الاطلاع على أحواله أو المرور به، وإيجاد حلول للفوضى التي تعمه، في الوقت الذي لم يتوان فيه ملك البلاد في الوقوف بنفسه على هذه الاختلالات.

وينتظر الكثير من السكان وممثلو بعض الجمعيات المدنية، ما ستسفره عنه الأيام القادمة، بعد الجولة الملكية الليلية بشارع أفغانستان، وما إذا كانت السلطات بعمالة الحي الحسني ستأخذ العبرة من زيارة جلالته من أجل التحرك لفك الحصار المضروب على الكثير من المرافق الواقعة بهذا الشارع، وخاصة المؤسسات التعليمية الابتدائية التي تئن تحت وطأة هذا الاحتلال منذ سنوات، دون أن تجد من يخلصها منه.