بعد ولد لفشوش وثابت ومجينينة.. هذه أبرز أحكام الإعدام في تاريخ جرائم الحق العام بالمغرب

كفال محمد كريم الأربعاء 17 أبريل 2024
No Image

يعود تاريخ تنفيذ آخر عقوبة إعدام في المغرب إلى سنة 1993، وذلك في حق الكوميسير ثابت، الذي اتهم بالاعتداء الجنسي على مئات النساء مع استعمال العنف والوحشية والقيام بتصويرهن على أشرطة فيديو خاصة.

وبعد هذه القضية الشهيرة، ظلت محاكم المملكة تُصدر أحكاما بالإعدام لكنه لا يُنفذ، في حق مُدانين بعدد من الجرائم المختلفة، وذلك بسبب اعتبارات يختلط فيها البعد الديني بالسياسي والحقوقي.

وفي الصيف الماضي، هزت جريمة قتل الشاب بدر الرأي العام، بعدما انتشر مقطع فيديو للجريمة، ما تسبب في غضب شعبي كبير دفع البعض إلى المطالبة بتنفيذ عقوبة الإعدام في حق المتهم، وهو الحكم الذي أسدل الستار على القضية في مرحلتها الابتدائية.

في عام 2021، أصدرت المحاكم المغربية عشرة أحكام بالإعدام. ويبلغ عدد المحكومين بالإعدام خلال السنة ذاتها 76 سجينا. وغالبا ما تحول السلطات عقوبة الإعدام إلى حكم بالسجن المؤبد، لكنها لا تزال تحتفظ بالعقوبة في الترسانة القانونية، ولم تستجب للمطالب الحقوقية بإلغائها.

وكان تقرير أصدره المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قد كشف أن عدد المحكوم عليهم بالإعدام في المغرب بلغ 83 شخصا إلى حدود نهاية عام 2022. ومن بين 83 محكوما بالإعدام صدرت أحكام نهائية في حق 54 شخصا وابتدائية لصالح 14 شخصا، في حين أن 15 شخصا قد تمت محاكمتهم استئنافيا.

وسجل التقرير استفادة 213 محكوما بالإعدام من العفو الملكي بين سنتي 2000 و2022. وفي مارس 2022، قال الوكيل العام للملك، رئيس النيابة العامة مولاي الحسن الداكي، إن أعداد المحكومين بعقوبة الإعدام يشهد انخفاضا مستمرا، إذ تقلص عددهم من 197 شخصا سنة 1993 إلى 79 شخصا في دجنبر 2021.

فيما يلي قصص مثيرة لبعض المحكوم عليهم بالإعدام من سجناء الحق العام بالمغرب..

- "مجينينة" مكناس

قام المتهم الملقب بـ "مجِينينة" بحمل رأس الضحية إلى حانة بمكناس وعرضه على نادلة عندما طالبته بالمال. بتاريخ 3 دجنبر 1993، قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة مكناس بالإعدام في حق المتهم.

كان "مجينينة" هادئا بشكل غير طبيعي. وضع الرأس المقطوع ببرودة دم في كيس بلاستيكي أسود اللون، ترك الجسد معلقا في جذع شجرة وشق طريقه نحو وسط المدينة. واستأثرت مجريات هذه الجريمة البشعة باهتمام بالغ من طرف الرأي العام المحلي

- سفاح تارودانت

في غشت 2004، عثر بعض السكان المحليين بتارودانت على هياكل عظمية وجماجم بشرية ملقاة في الواد الواعر، وقاموا بالإتصال بالشرطة التي حضرت لعين المكان. من خلال التحقيق الأولي إستنتجت الشرطة بأن عدد الضحايا هو 8 بعد حساب عدد الجماجم التي عُثر عليها، كما عرف عناصر الشرطة بأن الضحايا هم أطفال صغار نظراً لصغر حجم العظام التي تم العثور عليها.

التحقيقات التي أجريت مع الأباء جميعهم أكدوا أن أبناءهم كانوا يعملون في المحطة الطرقية لتارودانت، ومن هنا حصل محققو الشرطة على معلومات مهمة للوصول للجاني، حيث ركزوا في تحقيقهم على مراقبة المحطة الطرقية. وبعد سلسلة من الأبحاث، تم تحديد هوية الجاني. وفي دجنبر 2005، حكمت غرفة الجنايات الابتدائية بمدينة أكادير على سفاح تارودانت بالإعدام.

- حرقت جثة زوجها

في 2014، قضت الغرفة الجنائية الابتدائية التابعة لمحكمة الاستئناف بالجديدة، بإدانة امرأة وحكمت عليها بالإعدام من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد عن طريق إضرام النار والإدلاء ببيانات كاذبة لتضليل العدالة.

وتعود وقائع هذه الجريمة التي اهتز لها سكان سيدي بنور، إلى 2013، حين توصلت مصالح الأمن الجهوي ومصالح الوقاية المدنية، بخبر يفيد اندلاع النار ببيق بحي الفتح القريب من الملعب البلدي. وتحركت دورية أمنية على الفور بقيادة رئيس المفوضية إلى المكان، وبعد ولوجها غرفة الزوج تم العثور عليه جثة متفحمة.

- سفاح سبت سايس

في يوليوز 2016، قضت محكمة الاستئناف الابتدائية بمدينة الجديدة، بإعدام سفاح سبت سايس الذي أجهز على عشرة من أفراد عائلته، في مجزرة مريعة هزت الرأي العام الوطني. جاء قرار هيئة الحكم لدى غرفة الجنايات، بعد اقتناعها بالتهم الموجهة للمتهم ضمنها القتل العمد ضد الأصول والقتل العمد، وإهانة موظفين عموميين أثناء ادائهم لوظيفتهم.

أُحيلت القضية على غرفة الجنايات، بعد عدة أسابيع من التحقيق في الجريمة التي هزت المغاربة، والتي خلفت مقتل عشرة أفراد من أسرة واحدة، كما عمل قاضي التحقيق في وقت سابق على إجراء خبرة طبية للنظر في الحالة النفسية للجاني، بالإضافة إلى اتخاذ قرار عزله في غرفة انفرادية، تفاديا لاحتكاكه مه نزلاء سجن سيدي موسى بالجديدة.

وعمل قاضي التحقيق أثناء تقديمه لقرار الإحالة على إسقاط تهم تتعلق بسبق الإصرار والترصد، بعدما تبين له من خلال فصول ومجريات التحقيق التفصيلي أن الجاني، لم ينتق ضحاياه، بل عمد إلى قتل كل من يقف أمامه.

- "سفاح" الجامع بتطوان

في 29 نونبر 2016، أمرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة تطوان بعقوبة الإعدام ضد قاتل إمام ومصل بمسجد الأندلس بحي الملاح بتطوان.جاء قرار هيأة الحكم لدى غرفة الجنايات بعد اقتناعها بالتهم الموجهة للمتهم، ضمنها القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وأيضا بعد الاستماع للدفوعات الشكلية والموضوعية لدفاع المتهم، الذي اعترف لدى التحقيق معه بالمنسوب إليه.

وتعود ملابسات الجريمة البشعة الى شهر غشت 2016، حينما أقدم الجاني على اقتحام المسجد والاعتداء بالسلاح الأبيض على المصلين، مخلفا إصابة خمسة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، توفي اثنان منهما بمستشفى سانية الرمل بتطوان.

- البستاني قاتل الزوجين اليهوديين

في ماي 2017، حكمت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء بالإعدام على قاتل اثنين من المغاربة اليهود بتهمة القتل العمد والسرقة والتشويه. تبين أن الحادث تم بدافع السرقة. سلطات الأمن بالدارالبيضاء، أصدرت بلاغا حول تفاصيل جريمة قتل عمد مقرون بالسرقة الموصوفة مع التمثيل بالجثة، والتي كان ضحيتها مواطنان مغربيان يعتنقان الديانة اليهودية.

مصالح ولاية أمن الدار البيضاء توصلت بإبلاغ مفاده اختفاء الضحية وزوجته في ظروف مشكوك فيهام، قبل أن تظهر الابحاث والتحريات المنجزة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تورط البستاني الذي يعمل لدى الضحيتين في قتلهما والتمثيل بجثتيهما والتخلص منهما بأمكنة متفرقة.

- سفاح "العائلة" بتطوان

في أكتوبر 2018، أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمدينة تطوان، المتهم بقتل 4 أفراد من عائلته داخل شقتهم بحي بوسافو في يناير 2018 بالإعدام، بعدما كشفت خبرة طبية أمرت بها هيئة المحكمة أن المتهم لايعاني من أية اضطرابات عقلية أو نفسية.

وكانت السلطات المحلية لعمالة تطوان أفادت أن شخصا أقدم، في يناير 2018 بمنزل عائلته، على قتل عدد من أفراد أسرته للاعتداء بالسلاح الأبيض. وتسبب وفق البيان في وفاة أمه وأخيه واثنين من أبناء أخته، وإصابة أخته بجروح نقلت على إثرها إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان لتلقي الإسعافات الضرورية.

- سفاح شاطىء الداهومي

في نونبر 2019، أسدلت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الستار على قضية "سفاح الداهومي" بالإعدام في حق المتهم الرئيسي.وتعود أطوار هذا الملف لشهر نونبر 2018، حين اهتز شاطئ الداهومي ببوزنيقة على وقع جريمة قتل، راح ضحيتها فرنسي من أصل تونسي.

قتل الجاني الضحية داخل منزله الأصطيافي من أجل السرقة، قبل أن يعمد إلى اغتصاب زوجته ويلوذ بالفرار رفقة شريكه في الجريمة. التحريات في القضية، كشفت عن فصول جرائم القتل بالتسلسل، والتي بلغ عدد ضحاياها بكابانوهات شاطئ الداهومي ببوزنيقة، ثلاثة أشخاص.

- سفاح "القشلة" بوجدة

في أكتوبر 2023، وضعت غرفة الجنايات باستئنافية وجدة النقاط على الحروف في قضية سفاح "القشلة" بوجدة. ويتعلق الأمر بقاتل 3 نساء بالثكنة العسكرية المتواجدة في حي الطوبة بوجدة. كان المتهم يقطن بجوارهن، ونال حكما بالإعدام بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتعويض مدني قدره 60 مليون سنتيم.

وتعود تفاصيل القضية إلى شهر نونبر 2022، لما اهتزت مدينة وجدة على جريمة ذهبت ضحيتها 3 نساء من أسرة واحدة، يبلغن من العمر 76 سنة و46 سنة و19 سنة؛ ويتعلق الأمر بالجدة، وابنتها وحفيدتها، إضافة إلى إصابة امرأة رابعة بجروح متفاوتة الخطورة، على يد شخص يبلغ من العمر حوالي 42 سنة.