سمير فرابي: جودة الخدمات التي تقدمها تطبيقات النقل الذكية سبب تزايد الإقبال عليها

مجيدة أبوالخيرات الاثنين 08 أبريل 2024
No Image


 

مازال موضوع تقنين النقل عبر التطبيقات الذكية يثير الجدل في أوساط المهنيين والجهات المسؤولة عن النقل بالمغرب خاصة بعد تصريح وزير النقل واللوجيستيك الأخير سمير فرابي الأمين العام للنقابة الديمقراطية للنقل المدافعة عن العمل بالتطبيقات الذكية في النقل يحاول من خلال الحوار التالي تقديم الأسباب التي أججت الجدل بين مهنيي سيرات الاجرة وتطبيقات النقل الذكية والحلول التي يمكن اللجوء إليها لفض هذا النزاع.

ماهو رأيكم في الجدل القائم بين سائقي سيارات الأجرة والتطبيقات الذكية للنقل ؟

هذا الجدل قائم فقط  بين بعض منتسبي سائقي سيارات الأجرة والذين لا يتعدى أربعين شخصا على مستوى مدينة الدار البيضاء التي تضم 32 ألف سائق سيارة أجرة  وهذه النسبة القليلة هم المعارضون لأسباب معروفة منها  الضغط على الشركات وعدم تركها تشتغل بالنقل عبر التطبيقات إلا بعد الجلوس على طاولة الحوار مقابل امتيازات خاصة بهم كما  أثبتت بعض الحالات على مستوى مناطق أمنية كمنطقة البرنوصي التي تم فيها  ضبط سائق سيارة الأجرة وهو يبتز سائق سيارة النقل عبر التطبيقات مقابل إطلاق صراحه.

وهو  الأمر الذي لم يعد متعلقا بالنضال أو بكون  أصحاب التطبيقات يأخذون  زبائن سيارات الأجرة.  بدليل أن "الروسيطة" لم تعرف تراجعا منذ دخول التطبيقات إلى المغرب بل عرفت زيادة من 220 درهم إلى 450 درهم في اليوم وهذا ثابت ويوضح أنه لا يوجد أي تضييق من تطبيقات النقل الذكي لأن المغرب يعرف خصاصا كبيرا في وسائل النقل التي يجب أن تكون متوفرة بشكل أكبر رغم دخول الباصواي والطرامواي.

ما هو سبب إقبال المواطنين المتزايد على استعمال هذه التطبيقات في تنقلهم ؟

أصبح الناس يقبلون بشكل متزايد على استعمال تطبيقات النقل الذكية بسبب  جودة الخدمات المأداة من طرف سائقي النقل عبر التطبيقات حيث تقوم النقابة الديمقراطية للنقل بتأطير السائقين وتكوينهم وكذلك لوجود عقود شراكة بين النقابة وعدة شركات للقيام بتأطير كل المهنيين العاملين في النقل عبر التطبيقات.  كما أن هناك تحفيزات مالية مهمة لهم من أجل تقديم جودة في الخدمات لزبائن النقل عبر التطبيقات وأيضا طريقة الأداء التي يعتمدها الزبون عن طريق البطاقة البنكية أو التعبئة والتي لا تتوفر عبر سيارات الأجرة بحكم أن عددا من الزبائن لا يستعملون "الكاش" في تنقلاتهم ،وكذلك يمكن للزبون أن يعرف ثمن الرحلة مسبقا والاطلاع على جميع المعلومات الخاصة بالسائق قبل الموافقة على الرحلة مثلا عدد الرحلات التي قام بها وصورته الشخصية ورقمه الهاتفي واسمه الكامل ولوحة السيارة وأيضا نوع ولون السيارة كما يمكنه مشاركة الرحلة مع أفراد أسرته لتتبعه أينما حل وارتحل لذلك فما ينقص هؤلاء السائقين هو وثيقة رسمية واعتراف من طرف الدولة.

ما هي الإجراءات التي تقومون بها كنقابة من أجل تقنين هذا النوع من النقل ؟

قامت النقابة الديمقراطية للنقل بطرق جميع الأبواب من أجل تقنين النقل عبر التطبيقات وذلك بالقيام بعدة مراسلات إلى الجهات المختصة بالإضافة إلى وضع مسودة مشروع قانون تنظيم النقل  مقابل أجر عبر استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لدى وزير النقل واللوجيستيك. وأيضا في إطار الجهوية المتقدمة قامت النقابة بوضع مسودة مشروع قرار تنظيم النقل مقابل أجر عبر استخدام الهواتف الذكية لربط الاتصال بين السائق والزبون لدى السيد والي ولاية جهة الدار البيضاء سطات والذي يمكنه بالتنسيق مع رئيس الجهة وجميع المتدخلين أن يقوموا بإصدار مثل هذه لتراخيص لفك العزلة عن بعض المناطق المتواجدة بالدار البيضاء ونواحيها باستعمال هذا النوع من النقل .

النقابة الديمقراطية للنقل قامت بمسيرة يوم فاتح ماي 2019 وحمل لافتات للمطالة بتقنين النقل عبر التطبيقات وكذلك إيقاف بعض منتسبي سيارات الأجرة الذين يقومون بأعمال غير قانونية بمحاصرة العاملين في هذا المجال كما قامت النقابة بمراسلة بعض الأمناء العامين للأحزاب السياسية الوطنية من أجل المضي قدما نحو تقنين النقل عبر التطبيقات والهواتف الذكية.

كيف تساهم التطبيقات الذكية في التخفيف من أزمة النقل خاصة بالمدن الكبرى ؟

ساهمت التطبيقات بشكل كبير في حل أزمة  النقل  على مستوى المدن الكبرى كما ساهمت في عدم استعمال المواطنين لسياراتهم الخاصة لتفادي الازدحام المروري خاصة بالمدن الكبرى، وأيضا لعدم وجود أماكن لركن سياراتهم  كما ساهمت هذه التطبيقات في عدة أمور تتعلق بعدم توفر وسائل النقل الكافية على مستوى المدن الكبرى.

والمغرب مقبل على تظاهرات عالمية مثل كأس العالم وكأس إفريقيا  لذلك لابد من تقنين استعمال هذه التطبيقات الذكية في النقل لتسهيل وتسيير حياة المواطنين وأيضا السياح والجماهير التي ستتوافد على المغرب.

 

لذلك نطالب الجهات المختصة بتقنين النقل عبر تطبيقات الهواتف الذكية في أقرب أجل ممكن وبسبب الرسائل التي توجهها النقابة للجهات المسؤولة  والتي نتمنى أن تكون في صالح العاملين الفعليين والمحترفين بمجال النقل عبر التطبيقات بناءا على تقارير متواجدة لدى الشركات انطلاقا من الرحلات التي يقوم بها كل سائق وكذلك تنقيطهم من طرف الزبناء والعديد من الأشياء التي تثبت أنهم محترفون في هذا النوع من النقل ويقدمون جودة في الخدمات.  

كما أن هذه التطبيقات تساهم بشكل كبير في الحد من ظاهرة البطالة في صفوف الشباب العاطل عن العمل