قال الدكتور الطيب حمضي الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات البث المباشر ، التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الشباب، أضحت منصة صناعة التبغ في استراتيجيات إعلانية جديدة لبيع الإدمان القاتل على نطاق واسع .
وأضاف حمضي أن الغرض وراء هذه الاستراتيجية هو استقطاب ما يكفي من الأطفال والمراهقين والشباب لتعويض خسارة "زبنائها" بفعل الملايين من الوفيات كل عام بسبب التبغ ، وعشرات الملايين الذين يتوقفون عن التدخين. فالإدمان منذ الصغر يضمن ولاء "الزبناء" على المدى الطويل .
فالسيجارة الإلكترونية السلاح الجديد لصناعة التبغ، (الإدمان وقوة البيع)، وحصان طروادة (تسهيل المرور للتعاطي للمواد الأخرى التقليدية).
وأثبتت الدراسات أن من شأن السجائر الإلكترونية، مثلها مثل التقليدية، أن تسبب أمراضاً مثل السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والاكتئاب، والقلق، والالتهابات، وتؤثر على صحة المرأة الحامل وجنينها. وتؤثر أيضا لدى الأطفال على الدماغ، في طور النمو حتى سن الخامسة والعشرين، وتؤثر على التعلمات، مبرزا أنه بالنسبة للبالغين الغير مدخنين والأطفال والمراهقين والشباب والنساء الحوامل، تعتبر السجائر الإلكترونية خطرًا أكيدا على الصحة ومدخلا لإدمان مميت.
وبالنسبة للبالغين الذين يتعاطون للتدخين، فليس هناك دراسات حتى اليوم تثبت فائدتها في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، ولا كونها أقل خطورة على الصحة. وترى منظمة الصحة العالمية أنه لا ينبغي الترويج للسجائر الإلكترونية كوسيلة للمساعدة للإقلاع عن التدخين.
و أظهرت دراسة 2021 MedSPAD ميدسباد-4، المغرب 2021، أن تعاطي المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، للمواد ذات التأثير النفساني خلال حياتهم، أن: 12.5% منهم استعملوا السجائر الإلكترونية، الشيشة 11.4%، التبغ 11.1%، المهدئات بدون وصفة طبية 8.5%، الكحول 7.2%، الحشيش 5.8%، الإكستاسي 2.5%، الكوكايين 1.6%، والهيروين 0.9% .
وبالنسبة لمعيار الاستخدام خلال الأشهر أل 12 السابقة للدراسة، انخفض معدل انتشار تعاطي التبغ بين المراهقين من 9.3% إلى 6.5% بين عامي 2009 و2021 . وبنفس القياسات، تضاعف استخدام المهدئات بدون وصفة طبية ثلاث مرات تقريبًا. من 2.2% عام 2009 إلى 6% عام 2021 ، الإناث أكثر من الذكور.