البوز الرخيص والمعارضة والسينغال في شذرات رمضانية (2)

المختار الغزيوي الخميس 04 أبريل 2024
No Image

البوز الرخيص !

ليس عاديا أن ينتهي نقاش حول حصة إذاعية ترفيهية عادية، في المحاكم، أو في السجن. واليوم والمنشط الإذاعي الشهير محمد بوصفيحة، المعروف ب "مومو" يمثل من جديد هذا الخميس أمام محكمة الدار البيضاء، هو ومن معه، للرد على ماوقع يوم حلقة "الهاتف المسروق" المفبركة، من واجبنا جميعا أن نعيد تكرارها: هذا البحث عن البوز الرخيص أمر لن يذهب بنا بعيدا إلى أي مكان، أو في الحقيقة هو بحث ساقط سيذهب بنا جميعا في اتجاه المزيد من النزول نحو الأسفل والسلام.

إرحموا أنفسكم، وبلدكم، وصورتنا الجماعية من هذا السقوط المتواصل ياقوم، وارحموا أساسا هاته المهنة المسكينة (صحافة وتنشيطا مع أن الفرق شاسع بين الإثنين ولكن الخلط الجاهل قاتل) من ذل شبعت منه، ووصلت حدود التخمة القصوى فيه.

باسطا. بمعنى كفى، وليس بمعنى ماتزدردونه من أكل، أو ماتقدمون له الإشهارات الغبية باستمرار.

المعارضة !

كلمة ذابت في متاهات التاريخ. ضلت في سراديب الماضي. اضمحلت في ظلمة ماكان سابقا ولم يعد.

انتهت حكاية التدافع السياسي/الحزبي الراقي الذي كان يشد انتباه الناس وانتباه عقولهم وقلوبهم، و لم يعد الفاعل الحزبي في المغربي قادرا إلا على تقديم "السكيتشات" الحزينة/المحزنة لجمهوره.

جمهوره أصلا انقرض.

صدقت الناس مرة وثانية وثالثة حملة الشعار من مختلف التيارات، ومنحتهم ثقتها، واكتشفت المرة بعد الأخرى أن الشيء الوحيد الذي يتغير نتيجة هذا التصديق الأبله هو الوضعية المادية لحاملي الشعارات حين يصلون.

بقية الأمور كلها، تظل على حالها في غالب الأحايين، هذا إذا لم تزدد سوءا.

لذلك نفض شعبنا يده من الحزبيين، وقال "الخليفة عالله"، ولم يعد ينتظر منهم حين تدبير أي شيء إلا الكوارث.

هل هو أمر سيء؟

نعم، وإلى درجة لايمكن تصورها.

ما الحل؟

إصلاح هاته الأحزاب من داخلها، إن كان الوقت لم يفت، وإن سمح بعض الأوان بذلك، أو تشجيع الشباب، وبعض من الأقل شبابا على الإبداع في هذا المجال، والدفع بأفكار جديدة تعوض هذا القحط الحزبي الذي بلغ مداه الأخير، ويصرخ بكل مهانة واستكانة في وجوهنا جميعا، وهو يعترف ويقول "مابقا عندي مانعطي".

إرحموا حزبي قوم ذل، علما أنه هو الذي اختار إذلال نفسه…بنفسه.

نحن والسنغال !

كلمة واحدة فقط يمكن قولها حوّل العلاقات المغربية السنغالية، في كل الظروف، وفي كل الأحوال: هذه الأخوة أمر ثابت في تاريخ القارة لايتزحزح.

وحين حاول بعض هواة الصيد في المياه العكرة، اختلاق الأكاذيب لتصوير الأمور بشكل غير حقيقتها، قالت لهم السنغال وقال لهم المغرب إن رابط سيدي أحمد التيجاني الموجود في فاس، هو رابط فرض على الشعبين معا منذ قديم القديم أن يكون المصير مشتركا وأن يكون المسار واحدا، وأن يكون حلم التقدم بإفريقيا إلى الأمام الهدف والنبراس الدائم لنا معا.

لذلك كان ماكان مجددا في السنغال من احتفاء واضح بالمملكة المغربية، دون غيرها، والرسالة وصلت إلى الآخرين بكل وضوح، والسلام.