مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تناقش دور العقيدة في تحصين القارة السمراء

سكينة بنزين الثلاثاء 19 مارس 2024
No Image


في إطار تسليط الضوء على دور المدرسة الأشعرية السنية، في حفظ كليات الدين والوقاية من الغلو والتطرف، تحتضن الرباط الدورة العلمية التواصلية الرابعة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تنظم عددا من الدورات العلمية بحضور علماء أفارقة ومغاربة، يناقشون سبل الإسهام في ترسيخ وحماية الثوابت الدينية الإفريقية المشتركة، التي تمثلها العقيدة والفقه والسلوك كمنظومة دينية متكاملة ومنسجمة، تلبي حاجات الإنسان المسلم فكريا وروحيا وخلقيا، ما يشكل مصدرا مساهما في البناء الحضاري.

ومن المنتظر أن يناقش أعضاء المؤسسة من علماء أفارقة ومغاربة، ما تمتاز به المدرسة الأشعرية السنية من قدرة منهجية كبيرة في التوفيق بين مختلف مقالات مفكري الإسلام، وآرائهم، واجتهاداتهم، في إطار التوفيق بين مختلف الاجتهادات والآراء السنية المنسجمة مع تطلعات الأمة المعاصرة وما تنتظره من إجابات واضحة عن أسئلة ملحة ترتبط بقضايا العنف والإرهاب والتكفيروالرد على شبهات المخالفين.

ويراهن المجتمعون على التعريف بأهمية الأمن الروحي والحفاظ على العقيدة من التهديد، انطلاقا من الوحدة المذهبية التي تحافظ على انسجام اختيارات الأمة وثوابتها الدينية، ما يشكل الحصانة المنيعة التي من شأنها أن تتصدى لكل عوامل الفتنة والتشويش، بعيدا عن التيارات الغارقة في الغلو، ولعل هذا ما جعل الذهنية الإفريقية المسالمة الرافضة للغلو والتكفير، تنسجم مع أسس المذهب الأشعري، ما ضمن لها حفظ المشترك الإنساني وتحقيق التسامح المذهبي، إلى جانب تعزيز الانسجام والتكامل بين العقيدة الأشعرية والمذاهب الفقهية السنية انطلاقا من استيعاب واسع للقواعد الفقهية الكلية المشتركة وحفظ متين لكليات الدين ضمن نظر مقاصدي يسعى لتحقيق المصالح للأفراد والجماعات.

ومن أهم الأهداف التي تم تسطيرها لهذه الدورة،التأصيل لخصائص العقيدة الأشعرية ومميزاتها، مع إبراز مظاهر التكامل والانسجام بين العقيدة الأشعرية السنية والمذاهب الفقهية، إلى جانب ما تتميز به المذاهب الفقهية السنية من قواعد وأصول تسمح بتعزيز التسامح المذهبي، وإبراز جهود علماء إفريقيا في خدمة المذهب الأشعري والمذاهب الفقهية السنية.