جريمة قتل "بدر".. شهادة ثانية تورط "ولد الفشوش"

رشيد قبول الأربعاء 13 مارس 2024
No Image

بين تأكيد تورط المتهم الرئيسي الذي صار يعرف إعلاميا ب "ولد الفشوش" في قتل (الطالب/المهندس) "بدر" من خلال شهادة أحد المتهمين ونفي التهمة عنه من طرف متهم آخر، جاء التصريح الذي واجه به متهم ثالث صديقه في "خرجة الموت" التي أسقطت شابا في مقتبل العمر صريعا بعد النزاع الذي نشب بمرآب مطعم (ماكدونالدز) عين الذئاب شهر نونبر الماضي.

فبتزامن مع أول يوم من شهر رمضان للعام 2024 واصلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف الدار البيضاء، بعد زوال أول أمس الثلاثاء، جلسات محاكمة المتورطين في جريمة قتل (الطالب/المهندس)، حيث جرى خلال جلسة اليوم الأول من شهر الصيام الاستماع إلى متهم ثالث في هذا الملف.

وخلافا لما ذهب إليه المتهم الملقب بـ"ديدي" الذي حاول نفي تهمة القتل عن المتهم الرئيسي، مصرحا أنه هو من قاد السيارة أثناء حادثة دهس الضحية، رغم أنه لا يتوفر على رخصة السياقة، جاء تصريح المتهم الثالث خلال جلسة الثلاثاء 12 مارس الجاري، ليؤكد ما ذهب إليه المتهم "الكوتش"، مصرحا أن المتهم الرئيسي "ولد الفشوش" هو الشخص الذي كان يقود السيارة أثناء تنفيذ عملية الدهس التي أودت بحياة "بدر" في جريمة وثقتها كاميرات المراقبة المنتصبة في مرآب المطعم.

وبهذا التصريح الذي أدلى به المتهم أمام المحكمة أكد ما سبق لمتهم آخر أن أكده للمحكمة بأن المتهم الرئيسي «عرض عليه أموالا باهظة من أجل التراجع عن أقواله والقول إن ولد الفشوش لم يكن يقود السيارة»، بل إن المتهم الثالث الذي استمعت له المحكمة كشف أنه أيضا «عُرض عليه المال قصد تغيير أقواله لفائدة المتهم الرئيسي».
وأثناء مواجهته بـ”ولد الفشوش” بالمحكمة، وجه القاضي سؤالا للمتهم الثالث بشأن عرض المال عليه من طرف المتهم الرئيسي، فقال «نعم تم عرض علي الأموال»، لكن (ولد الفشوش) نفى سعيه لدفع رفيقه في "خرجة الموت" إلى تغيير تصريحاته، قائلا: "هادشي مكاينش".

وعن مدى معرفته ما إذا كان المتهمون تعرضوا للمساومة من أجل تغيير تصريحاتهم سأل ممثل الحق العام المتهم، الذي أجاب أنه "بالفعل سمع أن المتهم (سمرة) عُرضت عليه مبالغ مالية ليقول بأن المتهم الرئيسي لم يكن يقود السيارة خلال حادثة الدهس المنفذة في حق الضحية".
وفي جوابه عن السؤال الذي وجهه إليه المستشار "علي الطرشي" رئيس الهيئة حول من حاول مساومة المتهم وعرض عليه المال، أجاب بأنها «عائلة المتهم الرئيسي»، مشيرا إلى أنه «لا يعلم الشخص الذي تولى عملية المساومة بالضبط».
لكن دفاع المتهم الرئيسي اعترض على السؤال الذي طرحه رئيس الهيئة، ليجيبه الأخير بأن «اعتراضه مرفوض»، مخاطبا إياه بأنه «لا يحق له الاحتجاج على المحكمة بطريقة غير لائقة».

كما صرح المتهم أمام المحكمة أن المتهم الرئيسي (ولد الفشوش) طلب منه عدم التصريح بأنه هو من كان يقود السيارة في محاولة لقلب الحقائق المرتبطة بهذه الجريمة، مضيفا أن (ولد الفشوش) هو من قاد السيارة من مسرح الجريمة باتجاه مراكش.
وأثناء مواصلته لتصريحاته قال المتهم الثالث إنه «لم يكن هناك أي اتفاق مسبق بين المتهمين للهرب باتجاه مدينة العيون بعد الجريمة التي أودت بحياة الشاب»، مضيفا أنهم عندما «وصلوا إلى بيت المتهم الرئيسي بمراكش، لحق بهم بعد ذلك صهره»، وكأنه جاء ليؤدي «مهمة خاصة»، بحسب رئيس الهيئة.

وقد قررت هيئة المحكمة تاجيل الملف إلى غاية الأسبوع الماضي من أجل مواصلة الاستماع إلى باقي المتهمين في هذه القضية التي كانت محط استياء كل من اطلع على الفيديو الذي وثق أطوارها، بعد قتل شاب في مقتبل العمر بعد نزاع نشب بين الضحية وبعض أصدقائه والمتهم الرئيسي ورفاقه الذين تورطوا إلى جانبه في هذه القضية وحاولوا الفرار بالاتجاه أولا إلى مراكش ومنها إلى العيون بغاية الإفلات من العقاب.