شكون قشع التسلل؟ 

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 26 فبراير 2024
No Image

في المغرب هذه الأيام أحاديث تجددت عن التحكيم في الدوري الوطني، وعن مكالمة مسجلة مزعومة تتحدث عن مبالغ مالية أعطيت مقابل التلاعب في إحدى مباريات الموسم الماضي، وأشياء من هذا القبيل.

وفي المغرب اليوم، رؤساء أندية كروية شهيرة يقبعون في السجن، منتظرين حكم القضاء في قضايا مهولة ومرعبة، يتابعها الرأي العام الرياضي، والرأي العام بذهول وهو يسأل نفسه "أمعقول هذا الذي يحدث حقا في محيط كرتنا؟؟"

في المغرب أيضا اليوم، يضطر كل رئيس فريق كروي غاب يومين أو ثلاثا عن البلد أن يكتب في "الفيسبوك" سبب غيابه، وأن يقلد التلاميذ الذين يأتون بأولياء أمورهم حين يختفون من المدرسة، لكي لايقول عن الناس إنه هارب من الاعتقال، أو أنه مبحوث عنه أو مايشبه هذا الكلام. بل في المغرب اليوم، يسافر رؤساء الفرق الكروية خارج أرض الوطن، فقط لكي يثبتوا لأنصار الفرق التي يسيرونها، ولمحبي الفرق الأخرى التي تعاديهم، أنهم ليسوا ممنوعين من السفر، وأنهم "ماشي بحال الآخرين".

مشكلة حقيقية، ومصاب فعلي يمس هاته الكرة المغربية، التي لاتستحق هاته النماذج الفاسدة، والتي قدمت عن المغرب منذ عام ونيف فقط، صورة ولا أروع للعالم كله، جعلت الدنيا تتغنى بنا وينتخبنا وبكرتنا، وبكل شيء له ارتباط بعالم المستديرة الساحرة في بلاد جبال الأطلس.

"آش طاري بالتحديد آلخوت؟".

لاشيء.

يقع فقط ماكان ينبغي أن يقع منذ سنوات، لكننا أجلناه بناء على ذلك الطلب الغريب الذي لايمكن أن تسمعه إلا في المغرب، والذي ظل يترجانا أن نترك (الجمل باركا) خوفا من قيامه، لأنه عندما يقف، يحطم الخيمة على رؤوس شاربي الشاي فيها.

اليوم، هناك نية واضحة لتصفية هذا المشهد الرياضي المغربي (خصوصا الكروي مع أن الرياضات الأخرى تعيش أوضاعا مشابهة وربما أسوأ) من الشوائب والطفيليات والكوارث التي علقت به، والتي رفضت أن تتركه، ورفضت أن تسمح بتطوره وتطويره، والتي استعملت المال الوسخ لفرض سيطرتها عليه مع ألا علاقة تربطها حقا بالكرة وحبها ونواديها.

هل تتذكرون "البؤساء"؟

لانقصد هنا رواية فيكتور هوغو العظيم. لا، نحن نتحدث عن الكلمة التي استعملها رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم بعد تفجر فضيحة تذاكر مونديال قطر، والتي وصف بها من أفسدوا فرحة الشعب المغربي بإنجاز المونديال.

يومها قال فوزي "لن ينجو واحد من المتورطين في هذا البؤس الذي يمس كرتنا".

قلائل من صدقوا الرجل، والبعض ذهب بعيدا في التشكيك وقال "لن يحدث شيء، ستبقى نفس الوجوه قابضة على نفس المناصب وكفى".

اليوم، يتضح أن الرجل كان يعني ماقاله، ويتضح أن هناك نية فعلية للتخلص من البؤس الذي كبل كرتنا المغربية كل السنوات والعقود السابقة. ومايقع الآن هو مجرد "مقبلات" للوجبة الدسمة المقبلة التي سيأكل بموجبها "الدق" كل المتورطين، لكي تبدأ كرتنا المسار "على مية بيضا" مثلما يقول المصريون.

على الأقل، هذا ما أتمناه، ومايتمناه محب الكرة الصادق ومحب المغرب الأصدق: أن نعيد اللقطات بالعرض البطيء، أن نتأكد من كل الحالات التحكيمية المشكوك فيها، أن نلحأ لتقنية الفار بأمانة هذه المرة، وأن نشهر الورقة الحمراء في وجه كل من لايتردد من أجل "وسخ الدنيا" في أن يسيء لهذا البلد العظيم.

"سير كمل سيدي الحكم...مافيها والو".