حكاية صورة !

كلمة الأحداث المغربية الثلاثاء 01 أغسطس 2023
No Image

لم يكتف المغرب بتقديم درس التحدي الكروي في كأس العالم للسيدات المقامة في أستراليا ونيوزيلاندا، بلأصر على تقدير درس حضاري رفيع في التسامح وقبول الاختلاف واحترام الحريات الفردية.

لاعبتنا المغربية نهيلة بنزينة، مثلت كل النساء المحجبات، ليس في المغرب وحده، بل في العالم كله، في هذاالمونديال باعتبارها أول لاعبة كرة تخوض هاته المنافسة وهي ترتدي - وفق قناعاتها الفردية - سترة الرأسالتي نسميها في المغرب: "الزيف"، أو "الفولار"، ويسميها المشارقة الحجاب.

في هذا البلد لانصادر حق أي كان في أن يعتنق ماشاء من قناعات، ومحجباتنا في عددهن يناهزن عددالفتيات والنساء اللائي يرتدين لباس البحر أو اللباس القصير، ولا أحد هنا في المغرب يفكر، أو سيفكر، فيممارسة الحجر الأحمق الذي يمارس على النساء في أماكن أخرى، لأن هذا الوطن هو منبت للأحرار، ويحترمحرية كل واحدة وكل واحد في أن يفعل مايشاء.

هذه انتهينا منها بفخر مغربي لايقاوم، الآن لنمر إلى الثانية: بعض مرضانا - شافاهم الله - رأى في لقطةالعناق الجميلة والإنسانية بعد الانتصار التاريخي على كوريا بين نهيلة وبين مدربها، لقطة مخلة بالحياء.

عذرا، لكننا فعلا نعتبر هاته العقلية المريضة هي المخلة بالحياء حقا، وهي المخلة بالأخلاق، والمخلة بالذوقالعام، والمخلة بالتربية السوية، والمخلة بكل ماهو عادي وطبيعي في الإنسان: القدرة ذات مشاعر إنسانيةصادقة على التعبير بعفوية عن هاته المشاعر.

نهيلة إبنتنا وأختنا وهي منا، والمدرب بيدروس، الذي نعرف مدى حبه لهذا البلد، إبننا وأخونا وهو منا، وهوفي مقام والدها والمشرف المؤتمن عليها، ولحظة العناق الرائعة والجميلة تلك حركت في دواخل كل مغربيةوكل مغربي مشاعر التأثر الصادق فقط لاغير.

المرضى، حركت لديهم أمورًا أخرى، لن نتحدث عنها، لأننا لسنا أطباء نفسانيين، ولأننا في هاته الجريدة،نحترم التخصصات ونحارب انتحال الصفات.

لذلك لانملك لهؤلاء المرضى إلا الدعاء بالشفاء.