تواصل فعاليات الدورة 13 لمهرجان مقامات بسلا بأمكنة تاريخية شامخة

ع. عسول الخميس 27 يوليو 2023
No Image

ahdath.info

لم يكن اختيار الأمكنة للإحتفاء بالعطاء السلاوي محض صدفة، بل بناء على "ترسيخ مبادرات مواصلة الوفاء لمعالم أصالة سلا، والسعي الجاد لاستثمار التراث المادي البهي الحاضن للتراث اللامادي"، تؤكد كلمة نور الدين شماعو رئيس جمعية أبي رقراق، الذي أضاف موضحا، أن هذه الدورة تأتي "لتأكيد الإسهام كمجتمع مدني في مظاهر النماء الذي تعيشه سلا"، مستشهدا بالمشاريع المهيكلة الكبرى التي يقودها جلالة الملك محمد السادس.

"رواق باب فاس" شاهد على الإحتفاء بالكاتب والكتاب:

ككل دورة تجعل جمعية أبي رقراق من توقيعات وتقديمات الكتب، عمودا فقريا لمهرجان مقامات، وهكذا سيشهد فضاء "رواق باب فاس" ثلاثة أيام من الإبحار في الكتب بمرافقة كتابها الذين سيقدمون ويوقعون مؤلفاتهم الصادرة، وذلك من 22 إلى 24 يوليوز.

حيث نجد في كل يوم ثلاثة حصص، تشتمل على تقديم كتب متنوعة، تتمثل في ديوان "زهرة الارنج" للشاعرة حسناء شهابي، ومسرحية "حشرة القلاش" للمسرحي كريم الفحل الشرقاوي، وديوان "ما أبهاك" للشاعرة سعاد بنّار، هذا عن اليوم الأول، أما اليوم الثاني فيشتمل على توقيع وتقديم كتاب "سلا المدينة المقفلة" للدكتور عز المغرب معنينو، وكتاب "المجتمع السلاوي 1822- 1666" للأستاذ محمد السعديين.

وفي آخر حصص رواق باب فاس، نجد توقيع الكتب التالية، "الحب والفن" للفنانة لبابة لعلج، ثم "مركب الهبال" للفنانة كنزة فريدو"، وديوان "السواكن المجدوبة" للشاعرة فاطمة حداد.

بالنسبة لرواق باب فاس فليست الكتب وحدها من ستصنع اللحظة، بل يضاف إليها "معرض تامغارت" الذي تنظمه "جمعية إبداع للتنمية الاجتماعية وإحياء التراث اللامادي"، ويتواصل من 25 يوليوز إلى ثاني غشت، وشعاره "ذاكرة الماضي بأنامل الحاضر".

العودة إلى زاوية النساك مع فني المديح والسماع:

بعد ليلة الافتتاح، تحتضن زاوية النساك البهاء الروحي من خلال تلقين مبادئ فني المديح والسماع للصغار وللكبار من ساكنة مدينة سلا، في الفترة الممتدة من 25 إلى 27 يوليوز.

وتأتي أولى الحصص في هذا الباب، مع "شرح الأشعار والبراول" يؤطرها الدكتور محمد التهامي الحراق، وثاني الحصص يتمثل في "مميزات المديح والسماع بسلا" ويؤطرها الأستاذ عبد الاله زنيبر، ثم أخيرا الحصة الثالثة، حول "الانشاد والمووايل الفردية" ويؤطرها الأستاذ الشيخ علي الرباحي.

وتبلغ مدة كل حصة 90 دقيقة، مع إدراج نماذج لثلاثة منشدين في كل حصة، والغاية هي تسليم مشعل فني المديح والسماع لجيل جديد يحافظ على العراقة ويتشبث بالأصالة.

كما تحتضن الزاوية لقاء علميا يوم فاتح غشت، حول "مظاهر الحياة الثقافية الاجتماعية في سلا في عهد المرينيين".

باب دار الصناعة ومتعة الحكاية وفن القول:

أسماء وزانة اختارتها جمعية أبي رقراق لتنشيط ملتقى "الحكاية وفن القول" الذي تحتضنه دار الصناعة من 28 إلى 30 يوليوز، ضمن البرنامج العام لمهرجان مقامات، والتي توزعت على ثلاثة حصص لكل يوم من أيام هذا السفر الجميل في الحكاية وفن القول.

الأسماء التي تنشط الملتقى، نجد الشاعر مولاي عبد العزيز الطاهري، والفنانة والشاعرة زهور الزرييق، والشاعر بوعزة الصنعاوي، كما يهدي الشاعر أحمد المسيح للجمهور "سكرة في البرزخ"، ثم نسبح في يم فن القول مع الحكواتيين، عبد الرحيم المقوري، وحبيبة المقوري ومصطفى الخليلي، ومحمد باريس، فيما يقدم الشاعر مصطفى ويسعدن "فين زمان العرصة؟".

المزيد من الإحتفاء بالكتاب في مقر جمعية أبي رقراق:

برنامج مهرجان مقامات لا يشبع من متعة الكتاب، لذلك فقد خصصت الجمعية المزيد من التوقيعات والتقديمات في مقرها التقليدي، وذلك يوم 31 يوليوز.

ويشتمل برنامج هذه التوقيعات، على تقديم ديوان "نبضات" للشاعر محمد الوديي، وكتاب "المرأة ورشدها الصحي" للدكتور عبد اللطيف البحراوي ثم مسرحية "جنان القبطان" للكاتب المسرحي عبد الإله بنهدار.

أنشطة موازية:

طيلة أيام مهرجان مقامات، سطرت جمعية أبي رقراق مجموعة من الأنشطة الموازية، وتتجلى في قراءة جماعية للقرآن الكريم وابتهالات لمجموعة من الأطفال يوم الجمعة 21 يوليوز بمقر النادي العلمي لجمعية أبي رقراق، إضافة إلى معرض إصدارات بعض الجمعيات السلاوية ويمتد من 22 إلى 24 يوليوز بساحة رواق باب فاس.

وسيكون ضريح سيدي عبد الله بنحسون على موعد مع عروض كوريغرافية حول الجهاد البحري في سلا، وذلك من 25 إلى 27 يوليوز.

وفي الفترة الممتدة من 28 إلى 30 يوليوز يحتضن مدخل باب دار الصناعة عروضا للدمى العملاقة وورشة لتكوين الأطفال في صناعة نماذج مصغرة للأدوات البحرية.

مسك الختام احتفالية صوفية فنية كبرى:

كما افتتح مهرجان مقامات فعالياته بالعرفان للأمكنة ولأبناء سلا، يختتم كذلك بهدية للزاوية التهامية بمدينة سلا عربون اعتزاز بصيانتها لفن السماع.

الاحتفالية الكبرى الختامية سيحتضنها الفضاء الخارجي لمقر جمعية أبي رقراق، وستكون عبارة عن "فن السماع الصوفي بلمسة الكورال الشبابي"، إلى جانب تقديم موجز من كتاب "الرحلة الحجازية" للدكتورة كوثر أبو العيد، ثم توزيع شهادات وأدرع احتفاء على نخبة من المبدعين.