صراع الأجنحة داخل النظام العسكري يسرّع نهاية رمطان لعمامرة على رأس الدبلوماسية الجزائرية

متابعة الثلاثاء 14 مارس 2023
No Image

AHDATH.INFO

أثار غياب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمارة منذ أسابيع عن محافل وأنشطة دبلوماسية أنظار متابعين للشأن الجزائري، لاسيما وأن الرجل كان حاضرا بقوة طيلة العامين الماضيين، وسط ترجيحات بأن يكون هذا الغياب مقدمة لاستبعاده من المنصب في سياق صراع أجنحة داخل السلطة عاد بقوة في الفترة الأخيرة، وفق تقرير لموقع العرب.

وعزز عدم مشاركة لعمامرة في استقبال الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل الذي يقوم حاليا بزيارة إلى الجزائر، من التكهنات بقرب رحيل الرجل عن منصب وزير الخارجية.

وكان لعمامرة تغيب أيضا عن الدورة العادية الـ159 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التي انعقدت في وقت سابق من الشهر الجاري في العاصمة المصرية القاهرة، فيما كُلف سفير الجزائر في مصر عبدالحميد شبيرة بتمثيل بلاده في الاجتماع الوزاري العربي.

وتزامن غياب لعمامرة مع صعود ملحوظ للأمين العام للوزارة عمار بلاني الذي كان من ضمن مستقبلي المسؤول الأوروبي، كما سجلت له عدة أنشطة دبلوماسية في الآونة الأخيرة وبينها لقاؤه مع السفير الصيني لي جيان، حيث أطلق من خلاله سلسلة من المواقف العدائية تجاه المغرب.

ويرى متابعون أن غياب لعمامرة في مقابل بروز بلاني يؤشر إلى جولة جديدة من صراع أجنحة داخل السلطة، حيث تسود قبضة حديدية حول من يمسك بمقاليد الدبلوماسية في حكومة جديدة ينتظر الإعلان عنها قريبا، ويمهد الطريق لرئيس قادم لم يحسم في هويته بين التجديد للرئيس عبدالمجيد تبون العام المقبل أو تحضير مرشح آخر للسلطة.

وأكد بيان للرئاسة الجزائرية صدر الاثنين بشأن اللقاء الذي جمع بوريل مع الرئيس الجزائري، غياب وزير الخارجية واستخلافه بالأمين العام للوزارة بلاني.

وغاب رئيس الدبلوماسية منذ نحو شهر عن أنشطة ومحافل دبلوماسية، الأمر الذي فتح المجال أمام تأويلات حول خلفيات ودلالات احتجاب الرجل، والتي أعادت صراعات الأجنحة النافذة داخل السلطة إلى الواجهة، وأعلنت ضمنيا رحيل الدبلوماسي المخضرم عن الحكومة المنتظر الإعلان عنها قريبا من طرف الرئيس تبون، وترجيح كفة الأمين العام عمار بلاني لاستخلافه في المنصب.

وترددت معلومات في الآونة الأخيرة عن خلافات عميقة بين وزير الخارجية لعمامرة ورئيس الجمهورية حول التغييرات الهامة التي أجريت على سلك السفراء والقناصلة، والتي حملت بصمات بلاني المدعوم من طرف جناح الرئاسة، بينما أقصت الرجل الأول في الخارجية من الإدلاء برأيه في القائمة المذكورة.

ويرجح أن يكون لعمامرة أكبر المغادرين للحكومة في التعديل القادم والذي لمح إليه الرئيس تبون في تصريحه الأخير لوسائل إعلام بلاده، وما أشارت إليه قبله برقية وكالة الأنباء الرسمية حول ما سمّته بـ”العلاجات الملحة” من أجل إصلاح الوضع داخل الجهاز التنفيذي، بعد أن وجهت انتقادات غير معهودة لعدد من القطاعات والوزراء.

ويحسب الدبلوماسي المخضرم على جناح الدولة العميقة الممثل في جهاز الاستخبارات السابق، وكثيرا ما كانت علاقاته مع السلطة مرآة عاكسة لعلاقة مؤسستي الاستخبارات والرئاسة.

وكان لعمامرة وقودا لمعارك الطرفين في أكثر من مناسبة، حيث سبق للرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة أن استغنى عنه أو عمل على تقليص نفوذه بإسناد بعض المهام الدبلوماسية إلى رجال مقربين منه مثل عبدالقادر مساهل خلال صراعاته مع قيادات الجهاز المذكور، وها هو الآن يلقى نفس المصير، في ظل حديث عن خلافات بينه وبين الرئيس تبون تعود إلى الخلفية السياسية للطرفين.

ويبدو أن الرئيس تبون المدعوم من طرف قيادة أركان الجيش وعلى رأسها الرجل القوي فيها الجنرال سعيد شنقريحة، يتجه إلى تطهير الجهاز الحكومي الذي ورثه في ظروف استثنائية أملت عليه القبول بالأسماء والوجوه الوزارية التي فرضتها جماعات الضغط، بمن فيها وزراء ومسؤولون كبار ازدادت حولهم الشكوك في أداء دور مثبط لبرنامج الرجل من أجل إجهاض طموحه السياسي للمرور إلى ولاية رئاسية ثانية. وحسب مصادر مقربة من دوائر القرار، فإن الأمر لم يحسم نهائيا في مسألة استخلاف لعمامرة ببلاني المعروف بمواقفه الراديكالية في الأزمة