في ذكراه الرابعة.. الجزائريون يطالبون بعودة الحراك للتخلص من سطوة نظام العسكر

متابعة الخميس 23 فبراير 2023
No Image

AHDATH.INFO



استرجع الجزائريون امس الأربعاء، الذكرى الرابعة للحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر في 22 فبراير 2019، في تظاهرات سلمية استمرت كل جمعة وثلاثاء حتى مارس 2021، في ظل مطالبات بعودة الحراك بسبب استمرار القبضة الحديدية للنظام العسكري، وتسلط الكابرانات على مقدرات الشعب الجزائري.
ودوت عدد من الناشطين والصحافيين ومواطنين منشورات تتحدث عن الحراك في ذكراه، تضمنت تقييماً لمكاسب الحراك والإخفاقات التي تعطل تحقيقها.
وكتب الصحافي والمذيع، مروان لوناس: "حراك 22 فبراير ليس ثورة، بل مسار تغيير بدأ وحقق مكاسب وتعثر لكنه مستمر في سيره لأنه حقيقة تاريخية وحتمية لا يمكن لكل قوى الدنيا أن توقف قطار التغيير".
وأضاف بشأن حملة التوقيفات التي مست الناشطين في الحراك في الفترة السابقة: "كلما تمادت الحكومات في منطق الإنكار كلما عجّل ذلك بسقوطها المدوي. والتجارب التاريخية أكبر درس على الحكام أن يستفيدوا منها، المرحلة الحالية عابرة وليست حقيقة ولا معبرة، لكنها تكشف أن حراك 22 فبراير كان زلزالاً ضرب مركز السلطة وما نعيشه هو ارتدادات فقط، بعد انجلاء الغبار سنرى المشهد النهائي".
ووجد الكثير من الجزائريين في المناسبة فرصة لنشر صور مشاركتهم في الحراك الشعبي، واستعادة لحظات سياسية وشعبية فارقة في الجزائر.
واعتبر حمزة خطيبي أن الحراك الشعبي كان لحظة فارقة حاول فيها الجزائريون كسر الخوف الذي سيطر على الجزائريين بسبب العشرية الدامية في التسعينيات.
وقال خطيبي: "سعينا بقدر ما أمكن إلى فتح ثقوب في جدران الخوف، في الذكرى الرابعة، التاريخ هو الجزائريون وقصصهم ونضالاتهم، لا يتامى التاريخ ولا المتسلطون، الحل هو الشعب، نحن الشعب، نحن الذين نختلف على كل شيء، على شكل الدولة والهوية، نحن الشعب الحلّ، الحلّ لأننا بسيطون، بريئون، نحبّ هذا البلد رغم كلّ شيء".
ومن جانب آخر، عبّر الإعلامي عبد اللطيف بوسنان عن خيبة أمل بسبب إخفاق الحراك الشعبي وتفويت الجزائريين لفرصة كبيرة لتحقيق دولة الحريات، خاصة وأن الفترة التي تَلَت توقف تظاهرات الحراك الشعبي في مارس 2021، شهدت سلسلة توقيفات.
ومست التوقيفات الناشطين والوجوه البارزة في الحراك الشعبي وحقوقيين بتهم مختلفة، تتمحور كلها حول التعبير عن الرأي.
وكتب بوسنان: "لم يفهم الجزائريون للأسف أن دولة الحق والمواطنة كانت أولوية على الصراعات الأيدويولجية. لأن الهدف هو أن يعيش الإسلامي والعلماني والعربي والأمازيغي بحرية، يستطيع حماية ماله، ويطور بلده.. تحترم إرادته وكرامته، يكون العدل للجميع، فاختلف الجيمع حول حروب وهمية وصبيانية والنتيجة أن الجميع قد خسر والجميع اكتوى بنار الظلم والتسلط والمنع والقمع".
وكتب بوفليج: "تتغير الظروف وتلزمنا بأن نعيش واقعها لكن ستبقى دوماً لحظات راسخة في الذاكرة لا تنسى، وتعطينا أملاً في أن الظلم لا يدوم أبداً، الحراك الشعبي مهما اختلفنا في نهايته لكن بدايته كانت نقية صافية اسقطت بها امبراطورية الفساد، وبعدها استغله آخرون وبفضله تحسّنت ظروفهم وأعلى مراتبهم ومنح لهم مناصب لم يكونوا يحلمون بها رغم أنهم ينكرونه اليوم ويخونون من سعى فيه، المهم ستبقى المواقف تذكر".
وكتب الخبير الاقتصادي، رياض الحاوي، عن "الحراك العظيم"، معتبراً أبرز المطالب التي لم تتحقق حتى الآن هي مسألة الحريات.
وكتب على صفحته: "الحراك العظيم كان لحظة فارقة بكل آمالها وإشعاعها وديناميكيتها. تم إنقاذ الدولة من حالة التفكك والتحلل التي رافقت استيلاء العصابة على مقاليدها وحوّلتها إلى جثة هامدة. تحقق بعض الممكن وبقي أن يتحقق الكثير على درب الحريات وعودة الكلمة للشعب".
لكن المعلق الرياضي، حفيظ دراجي، بوق العسكر الجزائري، حاول كعادته الركوب على الحدث واللعب بالكلمات، حيث كتب بالمناسبة: "لنتذكر تلك الهبة الوطنية، ونجدد الولاء للوطن، ونذكر الأجيال الصاعدة بأننا خضنا واحدة من أعظم ثورات تحرير القرن العشرين ضد الاستعمار الفرنسي، ثم واحدة من أعظم الثورات السلمية للقرن الحادي والعشرين ضد الاستدمار والاختطاف الذي تعرضت له الجزائر، فانتصر الشعب لذاته ووطنه بوعيه ونضجه. بإمكان كل واحد منا تقييم الحراك ومخرجاته، ومناقشة كل الأفكار التي أنتجها، لكننا لن نشكك أبداً في نوايا شعبنا وصدقه وحرصه على الدفاع عن وطنه والحفاظ عليه. تحيا الجزائر".. مختارا أن يذكر الجزائريين بالمستعمر الفرنسي، ومتجاهلا الحديث عن سطوة الكابرانات!!