في ندوة بسلا حول شغف القراءة ..عصيد: " دور المدرسة حاسم في رفع نسبة المقروئية"

ع. عسول الأربعاء 15 فبراير 2023
No Image

AHDATH.INFO

قال الكاتب والفاعل الثقافي أحمد عصيد أن نسبة المقروئية بالمغرب جد متدنية وأن عدد القراء في انخفاض متزايد؛حيث أننا لما نقسم عدد الكتب المبيعة على عدد السكان نحصل على رقم قليل جدا؛ مقارنة بدول أخرى.

وأضاف المتحدث خلال استضافته في ندوة ثقافية حول موضوع" شغف القراءة من الفرد للمجتمع " نظمته مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب بسلا السبت الماضي بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة ؛ أضاف المتحدث " أن كتابا مشهورين وكبار بالمغرب يطبعون فقط ألف نسخة من مؤلفاتهم ولا تباع منها سوى مابين 300 إلى 400 نسخة والباقي مرجوعات ؛ في وقت تسجل مليون نسخة مبيعة لديوان شعري بدول أوروبية! ؛ مما يطرح مشكلة المقروئية في بلدنا" .

وفي تناوله لهذا الموضوع ؛ استحضر عصيد تجربته الذاتية ؛ مؤكدا "أن القراءة شكلت بالنسبة إليه ملاذا ضد قبح الواقع ؛ وأن المدرسة كان لها أثر جد إيجابي وبارز في إقباله على عالم القراءة بشخوصه واشكالياته وعجائبيته ؛ وبعدها الكتابة والإبداع الأدبي " .

واعتبر الكاتب أن" القراءة تمثل اكتشافا مزدوجا للعالم والذات ؛ حيث أنها تساعد على فهم العالم وفك رموزه ( الواقعي والمتخيل ) وأيضا تمكن من الغوص في الذات وفهم اشكالياتها ؛ ومد الجسور بينهما ( العالم والذات) ؛ مما يوسع مجال الإدراك والخيال ويقوي العلاقة مع اللغة.."

و أ كد عصيد أن البحث عن أسباب ضعف المقروئية بالمغرب يجد عنوانه في قطاع التربية والتعليم؛ لأن المدرسة هي من تتيح الإقبال على القراءة أو إفشال ذلك؛ من خلال التحفيز والتشجيع والتحبيب لفعل القراءة ؛ بإتاحتها للطفل أول فرصة للقاء العالم والإنفتاح عليه من خلال قراءة النص المكتوب ؛ كما أن دور الاستاذ والمربي والأسرة حاسم في هذا الموضوع...

وسجل عصيد " أنه للأسف حاليا صورة المدرسة اهتزت في المجتمع ؛ولم تبق لها جاذبيتها وفقدت بريقها ؛ وذلك لأسباب متعددة ؛ منها غلبة الكم على الكيف؛ ضعف التحصيل اللغوي المتين ؛ وضعية المكتبة المدرسية المزرية؛ ضعف التنشيط الثقافي الموازي؛كل ذلك يؤثر سلبا على المقروئية..

من جانب آخر شدد المتحدث ؛" أن الأعذار التي تقدم اليوم بكون العالم الرقمي هو سبب تدني المقروئية ؛ هي أعذار غير مقبولة ؛ لأن في بلدان غربية تباع مليون نسخة من ديوان شعري ويتم استعمال العالم الرقمي في الترويج للكتاب والدعاية للقراءة..

وقدم المتدخل رقما سلبيا خلصت له دراسة أنجزت مؤخرا؛ مفادها أن نسبة 98% من المغاربة يرتادون العالم الرقمي للترفيه فقط( للنكتة؛ للضحك؛ وقائع تافهة؛ )..فيما تبقى نسبة 2% لمن يلج هذا العالم الإفتراضي لأمور أكثر فائدة وجدية ..

وبدوره توقف الإعلامي محمد سليم على البرنامج التلفزي الذي كان يقدمه على قناة الدوزيم ؛ تحت اسم " كتاب قريتو" ؛ مساهمة منه في تشجيع و تسليط الضوء ؛ على الفئة القليلة من المجتمع التي تهتم بالقراءة وتنهل من عالم الكتب.

وشدد سليم أن برنامجه اعترضته بعض العوائق؛ حول طبيعة ضيوفه؛ وعدد الكتب التي تشترط قراءتها؛ وهل بالضرورة يشترط المستوى الثقافي والأدبي العالي؟ ..وسجل المتحدث أن انشغاله تمثل في تبسيط الأمور ؛ والتعامل مع أغلب شرائح المجتمع التي تقرأ ؛ سواء تلاميذ ؛ مثقفين؛ أو أصحاب مهن حرة؛ حيث كان الأساس بالنسبة له حديث الضيف عن آخر كتاب قرأه وتقديم لمحة أو ملخص عنه.

وأكد سليم أن نجاح البرنامج كان أيضا بسبب ابتعاده عن نماذج البرامج الثقافية الأكاديمية بلغتها الصارمة وفضائها الممل؛ غير أنه تلقى انتقادات قوية من بعض المثقفين الذين اتهموه " بأنه فتح المجال -لمن والا- للحديث في موضوع ثقافي بامتياز" ؛ لكن ذلك لم يحبطه بل شجعه على المضي بنفس المقاربة ؛ التي لقيت إشادة كبيرة واستطاع البرنامج الإستمرار من 2016 الى 2021.

وسجل نفس المتدخل " أن للأسرة دورا مهما لا يقل عن دور المدرسة في تحبيب القراءة للطفل ؛ لكن للأسف أصبحت غالبية التلاميذ تهدف من وراء القراءة والتحصيل لإجتياز الامتحانات ليس إلا!!" .

وعن مصير برنامجه التلفزي ؛ قال سليم " لقد دخلت في برنامج جديد تحت اسم - كتاب- استضفت فيه مجموعة من الكتاب والكاتبات للحديث حول آخر مؤلفاتهم ؛ وحاليا أجد نفسي في حالة تأمل وتقييم للتجربة ككل بهدف بلورة تصور جديد لعملي " ..