أخنوش وسؤال جحيم الأسعار !

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 10 فبراير 2023
No Image

لايمكننا المرور على الغلاء الذي تعرفه مجموعة من المواد الغذائية الأساسية بالنسبة للمواطن المغربي، مروراللئام (وليس الكرام) الذين لم يروا شيئا ولم يسمعوا شيئا.

ولايمكننا أيضا تقليد حكومتنا في صمتها الغريب، ولاتقليد وزرائها في القول إنها بريئة براءة الذئب من دميوسف عليه السلام، من المضاربات المختلفة التي تجعل الخضر واللحوم تصل إلى المغربية والمغربية بأسعار لاعلاقة لها بما إطلاقا.

المسؤول الأول عن حماية الأسر المغربية من المضاربات هي الحكومة المغربية التي تسير شؤون الناس. نقطةإلى السطر.

نستطيع أن نكذب على أنفسنا، وعلى القراء إلى مالانهاية في هذا الموضوع، ونستطيع أن ندخل في نقاشات"الماكرو" و "الميكرو"، وتأثير حرب أوكرانيا على الوضع، وندرة الحبوب وقلة الأمطار وبقية الكلمات التي لاتعني شيئا للمغربية البسيطة الذاهبة إلى السوق بقفتها من أجل ملئها بمايستطيع إشباع كل "الأفواه" المنتظرة في البيت، لكن لاأحد سيصدقنا.

بل نحن الأوائل لن نصدق أنفسنا.

نحن صحافيون نعيش بين ومع الناس. نعرف جيدا تعقيد العملية الحسابية اللامنتهية التي يعيشونها كل يوم وليس كل شهر، التي تحاول التوفيق بين المدخول البسيط أو المحدود (وفي حالات أسوأ غير الموجودأصلا)، وبين متطلبات الحياة الأولى.

نتحدث هنا عن الضروريات، عن الأساسيات التي تضمن البقاء على قيد العيش، وليس عن الكماليات التي استغنى عنها جزء كبير منا منذ وقت طويل، ولم تعد تعني له أي شيء.

لذلك ليس مطلوبا منا أن نتفكه على شكوى الناس في مواقع التواصل أو في الواقع، وليس الحل هو أن نسخر من شعبنا وأن نعتبره (خبزيا) يفكر في "مطيشة" وكفى.

الحل يبدأ بالشرح البسيط المفهوم للناس، أي التواصل الفعلي، وليس تواصل الاستعلاء على الشعب، لكي يستوعب أهلنا سبب ماوقع ويقع استيعابا كاملا.

ثم الحل يمتد إلى إجراءات استثنائية ضرورية تحد من هذا الغلاء الفاحش المستشري، تقطع قانونيا معالمضاربات، إن كانت حقا هي السبب، تحمي القدرة الشرائية لأكثرنا هشاشة وضعفا، تضمن على الأقل دخول تلك القفة البسيطة مثلما كانت إلى منزل المغربية والمغربي دون كل هذا العناء المؤلم الذي نراه فيالأعين حولنا قبل أن نراه في مواقع التواصل أو في وسائل الإعلام.

في حوار سابق مع السيد سعد الدين العثماني حين كان يرأس الحكومة قلت له في بلاتو "ميدي آن تيفي": "الشعب راه مقصح بزاف آسي سعد الدين"، أجابني الدكتور الطيب حقا "ممكن"، وانتهى الكلام،وانتهت حقبة رئاسته بعدها للحكومة.

اليوم يجب أن نقول جميعا لخلفه عزيز أخنوش بكل صدق نفس العبارة، ويجب أن ننتظر ردا آخر غير عبارة"ممكن" التي رد بها علينا العثماني.

ننتظر ردا نرى آثاره في أعين الناس، ونلمح انعكاسه على مايذهبون إلى الأسواق البسيطة للإتيان به لكي يطعموا من معهم.

ننتظر هذا الرد منك، ونعرف صعوبة الظرفية، لكننا نعرف أنك قادر على التقاط هذا النبض الشعبي المتألم بكبرياء بسبب مافعلته بنا جميعا هاته الأسعار الآن....