بقيمة 20 مليار دولار.. أستراليا تستثمر في الهيدروجين الأخضر بالمغرب

متابعة الجمعة 06 يناير 2023
No Image

AHDATH.INFO

أعلنت شركات أسترالية عزمها الاستثمار في الهيدروجين الأخضر بالمغرب، مامن شأنه أن يعطي دفعة جديدة للرباط الساعية لتوطين هذه الصناعة في غضون سنوات قليلة مع مضاعفة الإنتاج في العقود الثلاثة المقبلة.

وكشف نوري شهيد نائب الرئيس المكلف بعمليات سي.دبليو.بي غلوبال الأسترالية للطاقة في قارة أفريقيا أن الشركة تتطلع إلى توقيع اتفاقية مع الحكومة المغربية خلال هذا العام لإنشاء مشروع باستثمارات تتراوح بين 15 و20 مليار دولار.

وقال شهيد في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ الشرق الأربعاء إن "المشروع الذي يحمل اسم 'أمون' من المتوقع أن ينتج 15 غيغاواط من الطاقة الخضراء اللازمة لإنتاج مليون طن من الهيدروجين، وهي الكمية الضرورية لإنتاج نحو 6 ملايين طن من الأمونيا".

ويمثل الإنتاج المتوقع من المشروع ثلث مستهدف المغرب، إذ يتطلع إلى إنتاج 3 ملايين طن من الهيدروجين بحلول 2030، وفق سيناريو متفائل، بالاعتماد على إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر لتسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.

وسيتم تمويل الاستثمارات اللازمة للمشروع جزئيا من المساهمين، إضافة إلى عدد من المؤسسات المالية الدولية التجارية والحكومية.

وأضاف شهيد “نأمل خلال العام الجاري الانتهاء من الاتفاق مع الحكومة المغربية بشأن المشروع حتى نتمكن من البدء في إنشائه بحلول نهاية عام 2026”.

ومن المزمع أن يتم بناء المشروع في منطقة كلميم – واد نون، إحدى الجهات الإثنتي عشرة للمغرب، وهي منطقة تتوفر على إمكانيات كبيرة من الطاقة الشمسية والرياح.

وجرى تقييم من قبل فريق من الخبراء أرسلته الشركة الأسترالية التي لديها مكاتب في الولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا إلى المغرب منذ 2019، وعلى إثر ذلك تم اتخاذ القرار بالاستثمار.

وتسعى السلطات المغربية عبر البرنامج، أسوة بالعديد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي مقدمتها دول الخليج ومصر، لخفض انبعاثات الدفيئة بنسبة 45 في المئة بنهاية العقد الحال.

وكان جلالة الملك قد وجه في أواخر نوفمبر الماضي الحكومة لإعداد برنامج خاص لقطاع الهيدروجين الأخضر يشمل الإطار التنظيمي والمؤسساتي ومخططا للبنية التحتية الضرورية.

ومن المرتقب أن تعلن الحكومة خلال العام الجاري عن خطة عمل جديدة في هذا الصدد مما يسمح لها بجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية في ظل ما يتمتع به مناخ الأعمال من جاذبية واستقرار كبيرين.

وتتوقع سي.دبليو.بي غلوبال، التي تتخذ من مدينة نيوكاسل الأسترالية مقرا لها، بدء تشييد المشروع عام 2026 كما هو مخطط، فيما سيستغرق إنتاج الهيدروجين ثلاث سنوات أي في نهاية 2029 أو بداية 2030.

وتشير تقديرات الشركة الأسترالية التي تشيد مشاريع لتوليد الطاقة النظيفة في عدد من الدول عبر العالم إلى أن المغرب يستقبل حوالي 15 مشروعا مماثلاً من الحجم ذاته لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.

ويدير سي.دبليو.بي الأميركي مارك كراندال أحد مؤسسي مجموعة ترافيغورا، وهي واحدة من أكبر شركات التجارة السلعية والخدمات اللوجستية الرائدة على مستوى العالم.

وكان كراندال قد زار المغرب في ديسمبر الماضي للقاء فريقه المحلي الذي يتولى إعداد مشروع “أمون”.

وقال في تصريح صحافي في ذلك الوقت إن “المغرب بإمكانه الاستحواذ على خمسة إلى 10 في المئة من سوق الهيدروجين الأخضر على المستوى العالمي مستقبلا”.

وطوّر المغرب خلال السنوات الأخيرة إستراتيجية للطاقات المتجددة بهدف الانتقال من بلد يستورد كل احتياجاته من النفط والغاز إلى منتج للطاقة المتجددة بغية تحقيق أمن الطاقة ومن ثم وضع خطة لاعتمادها في كافة المجالات الإنتاجية.