هنا و الآن

طلحة جبريل يكتب: "نعم نستطيع"..و" أنا معها"

أسامة خيي الثلاثاء 14 يونيو 2016
Capture d’écran 2016-06-08 à 15.06.43
Capture d’écran 2016-06-08 à 15.06.43

AHDATH.INFO- خاص - بقلم: طلحة جبريل

HillaryClinton_2016_328x253.328.254

‫أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما "جملة جديدة" وهو يعلن مساندته للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.‬

كثيرون يظنون أن "الجملة الجديدة" ليست في قوة جملته الشهيرة خلال حملته الإنتخابية.

تلك كانت جملة سحرية قلبت مسار الحملة الإنتخابية التي نافس فيها كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.

كان أوباما قد فاز في الإنتخابات التمهيدية في ولاية "أيوا" لكنه سيخسر بعد ذلك في ولاية "نيو هامشير" أمام كيلنتون.

بيد أنه إستطاع تحويل تلك الهزيمة الى نصر، عندما نطق جملته السحرية "نعم نستطيع" (yes we can ) أمام الناخبين في ولاية انهزم فيها.

جملة أطربت الناس وفعلت العجب العجاب وسط الشباب.

أفتح قوساً لأقول هناك من ترجم الجملة الى العربية بعبارة "نعم نحن قادرون". ظني أن الترجمة الأولى أفضل.

أعود الى "الجملة الجديدة " التي إلتقطها أوباما وهو يعلن عبر شريط فيديو مساندته هيلاري.

تحدث الرئيس الأميركي في الشريط مدة ثلاث دقائق، واستعمل "جملته الجديدة" وهي في الأصل إسم لمسرحية أميركية بثت في وقت سابق على شبكة "إيه بي سي" .

تتكون الجملة هذه المرة أيضاً من ثلاث كلمات وأترجمها مطمئناً الى العربية " أنا معها".

سيشارك أوباما في حملة كيلنتون هذا الأسبوع من ولاية "ويسكونسن". مؤكد أنه سيضيف زخماً جديداً للحملة، إذ أن شعبية أوباما ما تزال متماسكة في أميركا.

في الفيديو الذي أعلن فيه قراره مساندة هيلاري قال " أعرف كم هي صعبة هذه المهمة ، لذلك متيقن أن أداء هيلاري سيكون جيداً، ولا أعتقد أن هناك شخصاً مؤهلاً أكثر منها لتولي الرئاسة. لديها الشجاعة والرأفة والعاطفة لإنجاز المهمة".

اللافت أن أوباما أعلن عن قراره بعد إجتماعه مع السيناتور ساندرز منافس هيلاري. هذه من خصائص السياسة الأميركية.لا توجد احقاد أو مقاطعة.

في السابق خاضت هيلاري حملة إنتخابية شرسة ضد أوباما، وكان جو بايدن نائب الرئيس الحالي خاض بدوره حملة قوية ضد أوباما، الى حد أنه قال " لأول مرة يوجد لدينا مرشح نظيف ... من أصول إفريقية ".

هذا التلاسن الإنتخابي لم يمنع أوباما عندما فاز بالرئاسة من تعيين هيلاري وزيرة للخارجية واختار قبل ذلك بايدن نائباً للرئيس.

تهدف مبادرة أوباما بمساندة هيلاري في عمقها الى هزيمة الجمهوري دونالد ترامب. بعض الناس يعتقدون أن ترامب الذي أطلق تصريحات فظة خلال حملته الإنتخابية، شخص مخبول.

هذه قراءة ساذجة، إذ أن تفكير ترامب يماثل تفكير شرائح كثيرة في أميركا.

أميركيون كثر لديهم رؤية سلبية جداً تجاه "المسلمين" بسبب هجمات سبتمبر، ويعارضون تدفق المهاجرين من المكسيك على بلادهم عبر التحايل على القوانين، وهناك من يعتقد أن حروب ما وراء البحار يمكن أن تحقق بعض مصالح أميركا، بعض هؤلاء ضد الأفكار "الليبرالية" في المجال الإقتصاد. ولديهم مواقف متعصبة وتعتمد التمييز تجاه عدد من القضايا الإجتماعية.

هكذا يفكر دونالد ترامب، وهناك من يشاركونه التفكير، وهذا ما يفسر تقدمه في الإنتخابات التمهيدية.

أعود الى المغرب.

بعض الناس يتساءلون من هو الأفضل، كلينتون أم ترامب.

الإنتخابات الأميركية ستجري بعد الإنتخابات المغربية، لذلك لا أعتقد أن ما يحدث هناك سيكون له تداعيات أو أصداء هنا.

الذين يعتقدون أن هيلاري كلينتون هي الأفضل للمغرب مقارنة مع دونالد ترامب، يستندون الى العلاقة الخاصة التي تربطها مع المغرب، منذ أن كانت "السيدة الأولى" في البيت الأبيض على عهد زوجها بيل كلينتون.

لكن على الجانب الآخر ظلت سياسات الإدارات الأميركية في عهود الرؤساء الجمهوريين، دائماً متعاطفة مع المغرب. على سبيل المثال ريغان وبوش الأب وبوش الأبن.

تفسير ذلك يحتاج الى الكثير من الشرح لا يتسع له هذا الحيز.

أجد ملائماً أن أتطرق الى الجانب "العاطفي" في علاقات الديمقراطية هيلاري كلينتون، والجمهوري جورج بوش الأبن مع المغرب.

زارت هيلاري المغرب بدعوة خاصة في أوج قضية مونيكا ليونسكي.

كانت مونيكا موظفة متدربة في البيت الأبيض ربطتها علاقة تشوبها الكثير من الشوائب مع بيل كلينتون.

زارت هيلاري كلينتون المغرب وأرتدت القفطان المغربي، وتوجهت الى رمال "مرزوكة" لتمضي ليلة هناك وتغرس نفسها في تلك التلال الرملية الرائعة لتنسي "حكاية مونيكا". ربما حاولت السيدة الأولى يومئذٍ دفن مراراتها في تلك الرمال.

أمضت هيلاري وابنتها تشلسي ليلة في صحراء مرزوكة، وباتت هناك داخل خيمة نصبت فوق تلة، وغرست نفسها داخل رمالها تتأمل مغيب الشمس، ومن فوق تلك التلال التقطت لها صورة نشرت في معظم صحف العالم.

صورتها وهي تسير فوق الرمال حافية القدمين تحمل نعليها وخلفها ابنتها تشلسي.

لعل من المفارقات أن حكاية جورج بوش الإبن مع المغرب لها أيضاً علاقة بالعطلات.

كنت سألت الرئيس الأميركي عن الأسباب التي جعلته يسقط منطقة المغرب العربي من جولة كان يعتزم القيام بها عام 2008 في منطقة الشرق الأوسط .

في سياق إجابته عرج جورج بوش على ذكريات شخصية، ليتذكر عطلة في مراكش.

قال بوش وقتها"عندما ذهبت الى المغرب لم أكن رئيساً أو أمارس السياسة ، كانت واحدة من أعظم رحلاتي كشخص عادي . كان سروري كبيراً انني ذهبت الى مراكش . لا يمكنني أن أنسى على الإطلاق عندما شربت عصير اللوز بالحليب هناك".

ثم تحدث بوش عن المشاهد التي بقيت في ذاكرته من تلك الرحلة "تمتعت كثيراً بعجائب الصحراء، وقمم الجبال التي تكسوها الثلوج عندما تنظر اليها من بعيد. بل انني لعبت بكرات الثلج فوق سلسلة جبال الأطلس، المؤكد كانت لي ذكريات مدهشة هناك. أتمنى ألا يكون ذلك نوعاً من الحنين أو عودة الى الوراء، لكن الثابت أن كل ذلك كان شيئاً مثيراً".

في سياق إجابته لم يقل بوش متى كانت تلك العطلة التي ظل يحن اليها حنيناً جارفاً، عدا إشارته الى انها تمت عندما لم يبدأ ممارسة السياسة، أي قبل ان يصبح حاكماً لولاية تكساس او رئيساً للولايات المتحدة.