ثقافة وفن

"أمتار مكعبة من الحب".. عشق ممنوع ومعاناة إنسانية بين إيراني وأفغانية

أسامة خيي الخميس 04 فبراير 2016
"أمتار مكعبة من الحب".. عشق ممنوع ومعاناة إنسانية بين إيراني وأفغانية
IF

AHDATH.INFO الرباط - خاص

تدخل السينما الإيرانية غمار المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي لسينما  المؤلف الذي تجري فعاليته حاليا بالعاصمة الرباط، من خلال عرض الفيلم السينمائي "أمتار مكعبة من الحب" مساء الاثنين بسينما النهضة.. وهو عمل من سيناريو وإخراج جمشيد محمودي الذي أسند الأدوار الرئيسيه لعمله لكل من ساعد سهيلي وحسيبا ابراهيمي ونادر فلاح وعلي رضا استادي ومسعود ميرطاهري..

الفيلم إنتاج سينمائي لسنة 2014، يصور من خلاله مخرجه جمشيد محمودي  وضعية مجموعة من الأفغان غير الشرعية، والذين يشتغلون في مصنع صغير ضواحي العاصمة الإيرانية طهران حيث يعيشون رفقة أسرهم بالقرب من حي صفيحي مزري يفتقر إلى أبسط شروط العيش الكريم وسط حاويات قديمة وأكواخ متواضعة ..

ومن بين هؤلاء الأفغان الذين يعيشون في هاته الوضعية البائية، شخصية الشابة "مارونا" التي تعيش في هذا الحي الصفيحي رفقة والدها "عبد السلام" الذي يشتغل بدوره في ذات المصنع، حيث تنشأ بين الشابة وبين الشاب الإيراني "صابر" قصة عشق ستقود إلى نهاية غير متوقعة بعيدا عن نهايتها الطبيعية المتمثلة في ارتباط الطرفين..

ولرواية قصة هذا العشق الممنوع الذي يجمع الإيراني "صابر" والأفغانية "مارونا"، فإن مخرج الفيلم سلط الضوء على العديد من القضايا المرتبطة بالوجود غير الشرعي لعدد من الوافدين الأفغان على إيران من خلال رصده للتفتيش الذي تقوم دوريات رجال الشرطة الإيرانية لهذا المصنع، ومداهماتهم له حيث سيكتشفون أمر وجود أسر أفغانية في وضعية قانونية ليتم الاتفاق بين الطرفين على مغادرة المكان بدل اقتيادها للسجن..

معاناة هؤلاء الأفغان في ظل وضعية غير شرعية بإيران، صورها المخرج جمشيد محمودي  بفنية عالية وبدقة لا متناهية وقف فيها عند أدق التفاصيل المتجلية في تقاسيم شخصيات الفيلم وملابسها وهندامها الخارجي الذي تبدو معه مظاهر الفقر وضيق اليد والمعاناة والتهميش، دون إغفال كشف الجوانب النفسية لأبطال العمل والتي تعيش حالة ترقب وانتظار دائمة لمطاردة محتملة من قبل رجال الشرطة الإيرانية..

ووسط قتامة كل هاته الظروف وقسوتها، ينسج المخرج جمشيد محمودي قصة حب تربط الشابة الأفغانية مارونا والشاب الإيراني صابر الذي يشتغل في ذات المصنع، حيث ستسير هاته القصة  نحو نهاية غير منتظرة بعد مفاتحة مشغل الشاب الإيراني لوالد  الشابة الأفغاني، طالبا من الأخير موافقته على زواج الطرفين.. وهي الوضعية التي سيثور إزاءها الوالد الأفغاني، رافضا مسألة الارتباط جملة وتفصيلا معتبرا أن في الأمر مهانة له ولابنته..

وتحديا لرغبة الوالد الشابة الأفغاني ولواقع عام رافض لهذا الارتباط العاطفي والزواج الشرعي في ذات الوقت، فإن مخرج الفيلم وضع لعمله  نهاية غير متوقعة لم يفترق فيها العاشقان، ليظلا معا في نفس الفضاء المكاني و الزماني، ليظل فعلا حبهما حيا في أمتار مكعبة وفق عنوان الفيلم الذي اختاره وكان معبرا فعلا عن واقع حال شابين شاء قدرهما أن تكون نهايتهما معا في نفس الأمتار المكعبة التي شهدت ميلاد وترعرع قصة حبهما..

 

IF (2) IF

يشار إلى مدة أحداث فيلم "أمتار مكعبة من الحب" 90 دقيقة، صورها مرتضى غفوري، فيما المونطاج كان لسبيدي عبد الواحد وصوت مهدي صالح كرماني وإنتاج أسيمان وبارفاز فيلم..

اكرام زايد